ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Apr 2006, 03:21 ص]ـ
قرأت بحث أخي الكريم الدكتور السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي وفقه الله المعنون بـ: (كتاب المباني لنظم المعاني لم يَعُدْ مجهول المؤلِّف)، والذي رجح فيه نسبة كتاب (المباني في نظم المعاني) للشيخ أبي محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام الطحري، وانتفعت بما ورد فيه من الفوائد والنقولات من كتاب الإيضاح للاندرابي عن شيخه حامد بن أحمد بن بسطام.
ولدي بعض التعليقات والتساؤلات أطرحها على أخي الباحث حفظه الله:
1 - هل الإشارة إلى كتاب المباني في البحث تعني الحصول على الجزء المخطوط من كتاب المباني في نظم المعاني، الذي طبعت مقدمته فقط؟ أم اكتفى الباحث في البحث بالمقدمة المطبوعة، لأنني لم يتحقق لدي الرجوع للجزء المخطوط من الكتاب، ولم أجد بياناً للمراجع في آخر البحث للتحقق من ذلك.
2 - ليس في قول ابن الجزري في ترجمة ابن الهيصم: (اعتمد عليه أحمد بن عمر صاحب ((الإيضاح)) وروى عن حامد بن أحمد عنه فوائد في كتابه) ما يدل على أن الأندرابي روى عن ابن بسطام وابن الهيصم القراءات بالأسانيد كما ظهر من استدراكك عليه، وإنما روى عنهم فوائد متفرقة غير مقيدة. ولذلك لا يظهر لي وجه قولكم (كلام ابن الجزري يُفهم منه أنَّ صاحب ((الإيضاح)) روى عن حامد عن ابن الهيصم في القراءات، وذلك ليس كذلك، فإنِّي تصفَّحت، بل قرأت كل الكتاب وليس فيه رواية واحدة لأي راوي من الرواة العشرين عن القراء العشرة، بمعنى أنَّ صاحب ((الإيضاح)) لم يذكر في ((أسانيده للقراءات)) أي رواية عن حامد بن أحمد، وهذا يعني أنَّ كلاًّ من حامد وشيخه ابن الهيصم ليس من أهل القراءات المذكورين في كتاب ((الإيضاح في القراءات)) للأندرابي) ص 15
3 - في قولكم عن كتاب الإيضاح في القراءات (كتاب الإيضاح للأندرابي يجوز أن يعتبر شبه مختصر لكتاب المباني، ولا أعني بذلك أنه كله كذلك، لا بل ما فيه من منقولات عن ((حامد)) فقط) غرابة مع استدراككم. ولعلكم لو قلتم: إنه من المصادر التي نقلت أقوال حامد بن بسطام لكان أدق، دون القول بكونه مختصراً له، لاختلاف موضوعيهما، فالإيضاح في القراءات، والمباني - فيما يظهر- في التفسير.
4 - لم تتعرض لوصف مخطوط كتاب الإيضاح للاندرابي -الذي اعتمدت عليه في الاستنتاج- ورقمه، وأين يوجد. وقد ذكر الدكتور غانم الحمد في بحثه وصف المخطوط، وصعوبة القراءة في أجزاء منه، وقيام أحد طلاب الدراسات العليا في العراق بتحقيق نصف الكتاب عام 2002م. فهل النسخة التي لديكم تختلف عن النسخة التي وصفها الدكتور غانم، أم هي نفسها وفقكم الله.
5 - ذكرتم أن كنية حامد أبو محمد كما ورد في مواضع كثيرة نقلتموها، ولكن ذكر الأخ عاصم جنيد الله في مشاركته رقم (4) أن كنيته أبو جعفر حيث قال: (أما كون المؤلف هو حامد شيخ الاندارابي فيمتنع؛ لأنه يكنى بأبي جعفر كما في المخطوط أثناء سورة البقرة.) وهو يعني مخطوط كتاب المباني فيما يظهر لي، فما الصواب في الأمر؟ وما معنى قول الأخ الكريم عاصم جنيد الله هذا.
6 - ماذا نصنع بتصريح مؤلف كتاب (زين الفتى في تفسير سورة هل أتى) بأنه قد ذكر في كتابه (المباني في نظم المعاني) كذا وكذا ... في النقول التي ذكرها الباحث محمد كاظم رحمتي، في حال صحت نسبة كتاب (زين الفتى في تفسير سورة هل أتى) للعاصمي؟ وقد ذكر كتابه الآخر (الإبانة والإعراب) الذي ورد في مقدمة تفسير المباني.
بقيت مسألة تحقيق نسبة كتاب (زين الفتى) لمؤلفه تحقيقاً علمياً، ثم التحقق من أن الكتب التي نسبها لنفسه في الكتاب وهي (المباني في نظم المعاني) و (الإبانة والإعراب) ليست من باب تشابه الأسماء. حتى يقطع بنسبة كتاب (المباني) لمؤلفه الصحيح. ولعلنا نظفر بالبحث الذي ذكره الدكتور غانم مترجماً لتتضح الصورة، والأخ الكريم سامر رشواني الكاتب السوري الذي أشار إليه الدكتور غانم الحمد في مشاركته رقم (7) هو أحد أعضاء الملتقى، ولعله يتكرم بذكر ما لديه في الموضوع.
وشكر الله لكم جميعاً أولاً وآخراً، فقد أثريتم الموضوع ثراءاً كبيراً، وأفدتمونا بفوائد عزَّتْ على المتخصصين دهراً كريتاً، وكان الحصول عليها بمثل هذه الصورة مطمعاً بعيد المنال، إلا بشد الرحال، وكثرة التنقيب والسؤال، فالآن جاءت بيسر وسهولة فكانت للباحثين مورداً عذباً عذوبة الماء الزلال، فالحمد لله الكبير المتعال، وحُقَّ لي أن أقول:
كُلَّ المواقعِ قد وردتُ، فلم أَجِدْ = كالمُلتقى شَرَفَاً وأَهْلِ المُلتقى
ومُسَدَّدينِ إلى الصَّوابِ فلا تَرى = إِلا جَواباً مُشِرقاً ومُوَّفقا
وعِبارةً تيَّاهَةً مِنْ حُسنِها =ومَسائِلاً تُهْدَى، ودُرَّاً يُنْتَقى
يا ملتقى التفسيرِ يا مَنْ قَد غدا= بين المواقعِ للمَعارِفِ مَشْرِقا
كمْ زائرٍ مُستعْجِلٍ قَيدَّتَهُ = وأَخَذَتَ مِنه عَلى وِصالِكَ مَوْثِقا
هل زُرتَ أَكرمَ منهُ طِيبةَ مَعْشرٍ = أَمْ هَلْ رأيتَ أَدَقَّ مِنهُ وأَعمقا؟
ما زالَ يَكْبُرُ، والأَكابِرُ منكمُ= تَسْقيهِ بالآدابِ حتى أَوْرَقا
كالنُّورِ شَعَّ بُكلِّ أُفْقٍ بِرُّهُ = مَنْ ذا يَصُدُّ الصُّبْحَ عَنْ أَنْ يُشْرِقا؟!
ما كُلُّ مَنْقبةٍ يُحاوَلُ نَيْلُها= تَدْنو، ولا كُلُّ المَنازلِ تُرْتَقى
شَرِّقْ وغَرِّبْ ما تَشاءُ فإِنَّما = زَادُ القُلُوبِ وطِبُّها في المُلتقى
¥