فارعني أيّها السائل الحاذق سمعك، ولا تسلّط عليك طبعك، فإنّ العقل ميزان اللَّه في الأرض يتبيّن النقص والرجحان، وعنه يستخرج الفوز والخسران، فطوبى لمن كان عقله أميراً وهواه أسيراً، وإيّاك ثمّ إيّاك أن تتّبع الهوى] فيضلّك عن سبيل اللَّه إنّ الّذين يضلّون عن سبيل اللَّه لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب [.
وتأمّل هذا الكتاب الّذي أسّسنا، وما فيه من الفصول والأبواب على ما رتّبناه؛ فإنّك تقف به على فوائد كثيرة ومعانٍ غفيرة.
و سمّيته: " زين الفتى في شرح سورة] هل أتى [''.
ومدار هذا الكتاب على عشرة فصول:
الفصل الأوّل: في ذكر نزول وعدد آيات السورة وحروفها وكلماتها وثواب قارئها.
الفصل الثاني: في ذكر إعراب هذه السورة ومواضع الوقوف منها.
الفصل الثالث: في ذكر بعض فوائد هذه السورة على وجه الإيجاز والاختصار.
الفصل الرابع: في ذكر نظم هذه السورة وتلفيق آياتها وخصائصها.
الفصل الخامس: في ذكر مشابه المرتضى - رضوان اللَّه تعالى عليه -.
الفصل السادس: في ذكر أسامي المرتضى - كرّم اللَّه وجهه -، وتلخيصها.
الفصل السابع: في ذكر خصائص المرتضى - نور اللَّه حفرته -، وتفصيلها.
الفصل الثامن: في ذكر خصائص السبطين وفضائلهما.
الفصل التاسع: في فضائل أهل البيت والعترة، وبيان الشيعة، وذكر شعار أهل السنّة المرويّة عن أهل البيت، وبسط القول فيها.
الفصل العاشر: في فضائل الصحابة، وفي مذمّة من يطعن فيهم.
فهذه عشرة فصول لكلّ فصل منها قواعد من نكت وأصول ألّفت فيها، اختصرناها ليكون الكتاب نافعاً جامعاً، وعن ظنون السوء بنا دافعاً قامعاً، وباللَّه التوفيق والتأييد ومنه العصمة والتسديد، وهو الملك المجيد المبدئ المعيد)).
وقد سقط من النسخة الوحيدة المعتمدة في التحقيق بعض المقدمة، وتتمة الفصل السادس، ومعها الفصول الأربعة الأخيرة.
ويقول العاصمي في أول (الفصل الرابع: نظم السورة وتلفيق آياتها وخصائصها):
((وأمّا الّذي وعدناه من ذكر نظم هذه السورة بعد ذكر فوائدها فهو أحقّ ما نفتتح به بعد الفراغ من ذكر الفوائد، وإن كنّا قد أوردنا لنظم آيات القران كتاباً عنونّاه بكتاب " المباني لنظم المعاني "، وبيّنّا [هناك] مقدّمات الكلام في هذا الفنّ التي لايسع لمن يتكلّم في القرآن الإغفال عنها؛ إذ لابد له منها، ولا يمكننا ذكرها جميعاً في هذا الكتاب؛ لأنّا أسّسناه في غير ذلك الباب، إلّا أنّا ذكرنا [هاهنا] طرفاً من ذكر النظم، ومن أراد الزيادة عليه فقد هديته إليه، وقد قيل: أنجز حرٌّ ما وعد.
وأقول: لمّا قال اللَّه سبحانه في آخر سورة القيامة [المتقدّمة على سورة] هل أتى []، بعد ذكر دلائل البعث والنشور:] أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى [بلفظ الاستفهام على معنى الإثبات، وإن كان مقارناً بالجحد، و تأويله: أنّ الّذي فعل ذلك من تحويل ... )).
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[15 Sep 2010, 02:24 ص]ـ
سابعاً: قضى الأندرابي جل حياته في نيسابور فأخذ عن الطحري النيسابوري، ولم يقدر له الأخذ عن العاصمي الخراساني
وقد اتفق العاصمي والطحري في الأخذ عن هؤلاء الشيوخ:
1 - الإمام الهادي أبو عبد اللَّه محمّد بن الهَيْصَم بن أحمد التميمي النيسابوري المحدث المفسر الزاهد (ت 411 هـ)
2 - أبو الحسن – ويقال: أبو الحسين - محمّد بن القاسم بن أحمد الفارسي – ويقال: الفلوسي، أو القلوسي - الماوردي النيسابوري الفقيه الأصولي المفسر (ت 422 هـ)، شيخ أبي إسحاق الثعلبي، وأبي بكر البيهقي.
3 - أبو عمرو محمد بن يحيى بن الحسن بن أبي بكر أحمد بن علي بن عاصم الخوري النيسابوري الحنيفي الحافظ المحتسب المحدث الثقة (ت في شهر رمضان سنة 427 هـ).
وقد ترجم الخطيب البغدادي تاريخ بغداد له ولابنه محمد وقال في ترجمته: ((حدثني أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن النيسابوري أن أبا عمرو بن يحيى مات بعد سنة ثلاثين وأربعمائة)).
4 - الشيخ أبو القاسم عبد اللَّه بن محمشاذ بن إسحاق، نزيل (هرات).
5 - أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الخبَّازي النيسابوري (372 – 449 هـ).
فالعاصمي من طبقة شيوخ الأندرابي.
¥