تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 10 - 2005, 05:37 م]ـ

قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) الرعد 11

الذي يظهر أنّ النّاس يفهمونها بعكس ما أريد منها---فهم يفهمونها على أنّ تغيير النّاس ما بأنفسهم من أفكار الكفر يؤدي بالتالي لأن يغيّر الله ما حاق بهم من سوء وينتشلهم من واقعهم الأليم--فكأن شرط التخلص من الواقع الفاسد هو تغييرهم لأفكارهم الفاسدة

وليس ما سبق هو المعنى المقصود---إنّما المعنى المقصود هو أنّ آيقاع السوء والعذاب بقوم مرهون بتغييرهم ما فطرت عليه نفوسهم من الخضوع لرب واحد

أعني أنّ الآية تقرر قاعدة وهي أن العذاب يستحقه القوم بسبب تغييرهم ما غرز بأنفسهم من خير إلى الشر

قال الطبري

(وَقَوْله: {إِنَّ اللَّه لَا يُغَيِّر مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} يَقُول ـ تَعَالَى ذِكْره ـ: إِنَّ اللَّه لَا يُغَيِّر مَا بِقَوْمٍ مِنْ عَافِيَة وَنِعْمَة فَيُزِيل ذَلِكَ عَنْهُمْ وَيُهْلِكهُمْ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ مِنْ ذَلِكَ بِظُلْمِ بَعْضهمْ بَعْضًا وَاعْتِدَاء بَعْضهمْ عَلَى بَعْض , فَتَحِلّ بِهِمْ حِينَئِذٍ عُقُوبَته وَتَغْيِيره.)


ـ[أبو سارة]ــــــــ[06 - 10 - 2005, 03:38 ص]ـ
جزيت خيرا يا أستاذ جمال
وقد يكون المعنى المقصود هو أنّ عودة الناس إلى ما فطرت عليه نفوسهم من الخضوع لرب واحد، إنما هو سلامة لهم من إيقاع السوء والعذاب الذي سيحل بهم في حال عدم التغيير!
والله أعلم

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 10 - 2005, 06:48 م]ـ
أشكر أخي المشرف الفاضل على مروره--وأذكّره بالآية التالية (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الأنفال 53

فآية الأنفال فسرت آية الرعد (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَابِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَال ٍ?
(الرعد 11)

ففهم من مجموع الآيتين أن تغيير الله النعمة إلى نقمة يكون بسبب تغيير النّاس لأفكارهم باتجاه أفكار الكفر

ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[10 - 10 - 2005, 01:12 ص]ـ
السلام عليكم
أستاذي جمال

قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) الرعد 11
يبدو أنه قد فاتك في هذا التفسير بضع أمور، مثل:

1) ورود حرف ما {ما بقومٍ} ونحن نعرف أن حرف- ما - من صيغ العموم، أي كل شيء بأنفسهم دونما تحديد سواء أكان خيرا أو شرا.
2) ورود قوم نكرة ونحن نعرف أن النكرة تفيد التعدد، أي، أيُّ قوم دونما تحديد، وهنا ندخل في باب العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
3) في آية قال الله تعالى: {مغيراً نعمة} وهنا قد حدد الله بأن التغيير هو للنعمة، وليس هناك ما يدل على ان آية الأنفال مربوطة بآية الرعد، وعليه لا وجه للإستدلال بها في هذا الموضع وعلى هذا الوجه.
4) ونلاحظ يا أستاذي العزيز أن آية الرعد قٌد ورد بها حرف الواو، بِأَنفُسِهِمْ وَ إِذَا
وحرف الواو في هذا الموضع حرف وصل يفيد الفصل. أي أن الجزء الأول من الآية يتكلم عن تغيير ما بالنفوس من خير أو شر، والجزء الثاني يتكلم عن إرادة الله السوء بإحد فلا مرد الله.
أنا في الإنتظار.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 10 - 2005, 05:43 م]ـ
ما قلته أخي موسى فيه خير عميم--ولكن تدبّر معي لم لم يكن السياق آيجابا؟

أعني لم لم يقل عز وجل "إنّ الله يغيّر ما بقوم إذا غيّروا ما بأنفسهم""؟؟ أنا أقول لك لماذا؟

لأنّ السياق نفى عن الله تغيير حال القوم دون سبب نابع منهم- (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَابِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) --وهذا عينه يشبه نفيه الظلم عن نفسه (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)

هذه هي النقطة التي تجعلنا نقول بالتفسير عينه الذي يستشف من الآية (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)
فاستخدام السياق للنفي دلّ على أنّ المعنى تنزيه الله عز وجل عن نزع نعمة أنعمها على عباده إلّا بسبب تغيير ما بأنفسهم

ـ[لخالد]ــــــــ[10 - 10 - 2005, 06:20 م]ـ
رياضيا هذا يعني أن التغيير السلبي يستلزم العذاب و العكس غير صحيح, أي أن التغيير الإيجابي لا يعني رفع العذاب.

هذا التفسير يخالف تماما ما درجنا على سماعه من الدعاة.

فما قولكم بارك الله فيكم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير