[نظرات كشافية في سورة طه.]
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 11:39 م]ـ
تفسير الكشاف
عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التنزيل
تعريف بالكتاب:
من أوسع كتب التفسير حظاً وأكثرها رواجاً. لم يصنف مثله قبله كما قال ابن خلكان. قال السيوطي في (نواهد الأبكار) عند حديثه عن أصحاب النظر في وجوه إعجاز القرآن: (وصاحب الكشاف هو سلطان هذه الطريقة، فلذا طار كتابه في أقصى المشرق والمغرب). ألفه في مكة سنة (526هـ) لأميرها: ابن وهاس الحسني، ونعت هذه النسخة بالنسخة الحرمية المباركة المتمسح بها، المحقوقة أن تستنزل بها بركات السماء، ويستمطر بها في السنة الشهباء. انظر (منهج الزمخشري في تفسير القرآن، ص76) د. مصطفى الصاوي الجويني، وفيه (ص261) حول ما أثاره الكشاف من نشاط فكري. وقد تعصب فيه للمعتزلة غاية التعصب، ولم يتورع في توجيه القرآن إلى تأصيل مبادئ المعتزلة عند كل مناسبة، كما لم يتورع في سبيل نصرة مذهبه للبحث عن مختلف القراآت للآية، والطعن فيما تواتر منها، كطعنه في قراءة ابن عامر للآية (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم) انظر تفصيل ذلك في كشكول العاملي. قال ابن المنير في (الانتصاف): (نتبرأ إلى الله ونبرأ من جملة كلامه عما رماهم به، فقد ركب عمياء، وتخيل القراءة اجتهادا واختيارا، لا نقلا وإسناداً .... وجعلها موكولة إلى الآراء، ولم يقل بقوله أحد من المسلمين). وقال المقري في (أزهار الرياض): (ولابد من الإلمام ببعض أحوال هذا الرجل الذي اختلفت في أمره الآراء، وآنس من جانب البيان والنحو ناراً، وأنكر الحق وقد وضح النهار، وذكر بعضهم أنه تاب، ويأبى ذلك تصريحه في كشافه بما خالف السنة جهارا .. إلخ). ومن أهم الكتب المؤلفة على (الكشاف) كتاب (الانتصاف) لابن المنير الاسكندري (ت 683هـ) وهو مطبوع على هامش الكشاف في معظم طبعاته، وعليه وضع علم الدين العراقي (ت 704) كتابه (الإنصاف بين الكشاف والانتصاف). ومن أجل حواشي الكشاف (حاشية الطيبي) وهو الحسن بن محمد الطيبي (ت 713هـ) وسماها (فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب) في ست مجلدات. وهي الحاشية التي أثنى عليها ابن خلدون. وله مختصرات كثيرة أشهرها: تفسير البيضاوي (ت 692هـ). ولابن حجر كتاب أسماه (الكاف الشاف في تحرير أحاديث الكشاف). قال شمس الدين الأصبهاني في تفسيره (الجامع بين التفسير الكبير والكشاف): (تتبعت الكشاف فوجدت أن كل ما أخذه أخذه من الزجاج). وانظر مآخذ العلماء على الزمخشر في كتاب (الزمخشري: لغويا ومفسرا، ص399) مرتضى الشيرازي. وقيمة الكشاف وأثره في كتاب (الزمخشري) د. الحوفي.
******************************
تعريف بالزمخشري مؤلف الكتاب:
اسمه:
محمود بن عمر بن محمد بن عمر.
كنيته:
أبو القاسم
لقبه:
جار الله. ولقب بهذا اللقب؛ لأنه لما سافر إلى مكة ــ حرسها الله تعالى ــ وجاور بها زماناً، فصار يقال له جار الله لذلكك، وكان هذا السم علماً عليه.
نسبته:
الخوارزمي الزمخشري.
وخوارزم بلدة في العراق.
وزمخشر قرية من قرى خوارزم القريبة منها، وقيل: إن العمارة لما وصلت إليها شملتها، فصارت من جملة محالّها.
مولده ووفاته:
ولد رحمه الله وعفا عنه بزمخشر يوم الأربعاء السابع والعشرين من رجب سنة سبع وستين وأربع مئة للهجرة النبوية الشريفة.
وتوفي: ليلة عرفة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة من الهجرة النبوية الشريفة بجرجانية خوارزم بعد رجوعه من مكة رحمه الله تعالى وعفا عنه، آمين.
اعتقاده:
لقد أشارت كل التراجم بلا استثناء أن الزمخشري كان معتزلي الاعتقاد، متظاهراً باعتزاله، متشدداً بآرائه، حتى نقل عنه انه إذا قصد صاحباً له واستأذن عليه
في الدخول يقول لمن يأخذ له الأذن: قل له أبو القاسم المعتزلي بالباب.
والظاهر انه كان يتفاخر ويتباهى باعتزاله، كيف لا، وقد وصفه احدهم بأنه كان كبير المعتزلة، المتحقق به.
سورة طه
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى} (2)
من أساليب البديع في اللغة العربية أسلوب الالتفات هو أن يكون المتكلم آخذاً في معنى فيعترضه إما شك فيه، أو ظن أن راداً يرده عليه، أو سائلاً يسأله عن سببه، فيلتفت إليه بعد فراغه منه فإما أن يجلي الشك فيه أو يؤكده، أو يذكر سببه.
¥