[سؤال ثقيل:]
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 12:19 ص]ـ
[سؤال ثقيل:]
قال تعالى:
"وما تلك بيمينك يا موسى، قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى" وقول الرسول عليه السلام وقد سئل عن البحر في حديث أوله: إنا نركب البحر، فحواه السؤال عن ماء البحر هلا تجوز به الطهارة؟ فقال: هو الطهور ماؤه الحل ميتته.
ما هو الوجه البلاغي في هذين النصين؟
ـ[أبو سنان]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 01:02 ص]ـ
هذا يسمى ((جواب الحكيم))
ويُعرف جواب الحكيم عند العلماء بـ:
" أن يزيد المفتي في الجواب على سؤال السائل حتى يستفيد السائل – أي: لا تتم الفائدة إلا بالزيادة في الجواب "
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 05:52 ص]ـ
هذا يسمى ((جواب الحكيم))
ويُعرف جواب الحكيم عند العلماء بـ:
" أن يزيد المفتي في الجواب على سؤال السائل حتى يستفيد السائل – أي: لا تتم الفائدة إلا بالزيادة في الجواب "
أخي العزيز أبا سنان، كان السؤال في الآية:
وما تلك بيمينك يا موسى؟
وكان الجواب: قال هي عصاي. وهنا تمت الفائدة. ولكن الزيادة
* أتوكأ عليها.
** وأهش بها على غنمي.
... ولي فيها مآرب أخرى.
في أي باب بلاغي نصنفها؟ وهو طبعاً ليس جواب الحكيم.
وكذلك الحديث:
كان السؤال حول طهارة مائه.
وكان الجواب:
* هو الطهور ماؤه. وهنا تمت الفائدة.
** الحل ميتته، وهذا الجواب الثاني، في أي باب بلاغي نصنفها؟
طبعاً سؤالي حول الأسلوب كله وليس حول الإجابة الإضافية.
وإنما كان التفصيل للتقريب.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 11 - 2005, 12:56 ص]ـ
يُرفع للفائدة ..
ونضيف إليه مسألة أخرى:
قال تعالى: " وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى " (طه: 17 - 18)
وقال تعالى في آية أخرى لاحقة: " وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ " (طه: 69)
فانظر إلى كلمة "بيمينك" في الآية الأولى وتأمّل في حرف الباء، ثم وازن بينه وبين "في يمينك" في الآية الثانية .. فما ترى؟
ـ[سليم]ــــــــ[28 - 11 - 2005, 01:12 ص]ـ
السلام عليكم
أخي موسى أظن أن هذا نوع من الاطناب, لأنه زيادة مع فائدة.
والله أعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[29 - 11 - 2005, 12:38 ص]ـ
الجواب على ما قمته سابقاً كالآتي:
الفن البلاغي هنا هو ما يسمى (التلفيف)، ومعناه أن يسأل السائل عن شيء محدد فيجيب المسؤول عن الشيء المحدد، ثم يضيف أمور أخرى لا علاقة لها بالسؤال، وهي زائدة عليه.
انتهى.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[29 - 11 - 2005, 05:56 ص]ـ
الجواب على ما قمته سابقاً كالآتي:
الفن البلاغي هنا هو ما يسمى (التلفيف)، ومعناه أن يسأل السائل عن شيء محدد فيجيب المسؤول عن الشيء المحدد، ثم يضيف أمور أخرى لا علاقة لها بالسؤال، وهي زائدة عليه.
انتهى.
وكأن هذه الزيادة جاءت لتبيّن أن موسى عليه السلام كأنه استأنس بالسؤال، واستمتع بالنداء: " يَا مُوسَى "، وبالقرب، فأراد أن يحظى بطول المناجاة ولذّة المودّة والقرب، فأطال الجواب حتى تجاوز حدود الجواب المباشر إلى أشياء أخرى: " قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ".
وهذه في الحقيقة هي حدود علم موسى عليه السلام، قال هذه الإجابة الأنيسة وهو لا يدري أن الله عزّ وجلّ يخبيء له في هذه العصا معجزة نبوية ستظلّ مرتبطة باسمه عليه الصلاة والسلام إلى يوم يُبعثون.
وإذا ما قارنا بين قوله تعالى: " وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى "، وقوله سبحانه في موضع آخر من السورة: " وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ "، لوجدنا أن حرف (في) في الثانية يدلّ على الظرفية المكانية حتى كأن الشيء في قبضة اليد، في كفّ المرء. وليست العصا كذلك في الأولى، إنها بيمينه، أي: في ناحية اليمين. فقوله تعالى: " وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ " سؤال تقريري عن شيء ظاهر على يمين موسى عليه السلام.
وأما في قوله: " وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ " فقد ذكر (في) هنا ليتناسب مع الفعل (ألقِ)، وهو فعل أمر، ولا بدّ لتنفيذ الأمر من الإمساك بالعصا بقبضة اليد بقوة، لإلقائها أمام السحرة المحتشدين أمام فرعون.
والله أعلم ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 08:00 ص]ـ
لا فض فوك أيه الفصيح المليح. لؤي الطيبي الطيب.
هذا عهدنا بك.