[تأريخ "علوم القرآن"]
ـ[سليم]ــــــــ[27 - 01 - 2006, 06:43 م]ـ
السلام عليكم
القرآن العظيم .... هذا الكتاب الذي تسعد به افئدة المؤمنين وتطرب آذاناهم لسماعه وتطمئن قلوبهم لتلاوته وينزل السكينه في نفوسهم ... هذا الكتاب الذي يرتعب منه الكفار وترتعد منه فرائصهم وتضيق به انفاسهم وتشخص ابصارهم من هوله ... هذا الكتاب الكريم انقسم الناس فيه الى فريقين ,الفريق الاول هم فريق المؤمنين الفائزين ,والفريق الثاني هم فريق الكفار الحابطين أعمالاً ... فالفريق الاول أخذ على عاتقه إظهار عظمة القرآن وعلّوه,,إعجازه وتشريعه, بلاغته وبيانه, واما الفريق الثاني بذل جهده في نقضه ومحاولة إظهار ركاكته وضعف اسلوبه, وعجزه وعدم صلاحيته ,هذه الجهود وتلك المحاولات كلها باءت وكُللت بالفشل الذريع ابتداءًا بابي لهب ومسيلمة الكذاب وانتهاءًا بالدوله المارقة المتعجرفة صاحبة مبدأ الحريات والديمقراطية الشوهاء بنشرها قرآنًا امريكيًا.
لقد اهتم الفريق الاول (المسلمون) بالقرآن وحفظه ودراسته تمعنًا باياته وتأملاً بفصاحة كلامه ورفيع شأنه وإستقراءًا لآحكامه منذ حداثة الاسلام.
قبل الخوض في علوم القرآن ونشأته وتاريخه, اود اولاً أن أُعرف القرآن تعريفًا جامعًا مانعًا, فالقرآن الكريم: ((هو كلام الله عزوجل المنزّل وحيًا لفظًا ومعنى ومنجمًا بواسطة الروح الامين جبريل عليه السلام على النبي الامي العربي القرشي محمد بن عبد الله بلسان عربي مبين, المحكم آياته ,المعجز في بلاغته والمتعبد بتلاوته, المحفوظ في اللوح وقلوب المؤمنين, شفاءًا للعالمين, مبشرًا ونذيرًا, ناسخ الشرائع السابقة وخاتم الرسالات, والصالح احكامه للآولين والآخرين)).
وللقرآن اسماء كثيرة اوجز منها: الكتاب, قال تعالى:" تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِين" ,كلام الله, قال الله عزوجل:" فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّه, الروح, قال الله تعالى:" وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا",النتزيل, قال الله سبحانه وتعالى:" وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِين",الامر, وقال الله:"َذَلِكَأَمْرُاللَّه",القول ,قال الله:" وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمْ الْقَوْلَ",الوحي, قال الله:" إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ",وهناك اسماء اخرى للقرآن.
علوم القرآن: هي العلوم التي تبحث وتدرس كل ما يرتبط بالقرآن الكريم, مثل تأريخ نزوله، وترتيبه، واختلاف القراءات، ووجه الإعجاز فيه، واقسامه من الاوامروالنواهي, العموم والخصوص, المطلق والمقيد, المجمل والبيان والمبين, والناسخ والمنسوخ.
أوّل من دوّن في علوم القرآن الخليفه علي رضي الله عنه فقد أثبت له الشريف المرتضى كتاب "المحكم والمتشابه في القرآن",كما وينسب له كتاب "ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه",وجاء من بعده يحيى بن يعمر أحد تلاميذ أبي الأسود الدؤلي في كتابه "القراءة".
واما في القرن الثاني صنّف الحسن بن أبي الحسن يسار البصري كتابه في "عدد آي القرآن",
وعبدالله بن عامر اليحصبي ألف كتابه "المقطوع والموصول". وشيبة بن نصاح المدني (ت 135هـ) كتاب "الوقوف"، وأبان بن تغلب صنّف كتاباً في القراءات، وله كتاب "معاني القرآن".
ومحمد بن السائب الكلبي أوّل من صنّف في "أحكام القرآن" ومقاتل بن سليمان له كتاب "الآيات المتشابهات". وأبو عمرو بن العلاء زبان بن عمّار التميمي ألّف كتاب "الوقف والابتداء"، وله كتاب "القراءات".
واما الابحاث والدراسات حسب مفهومنا الحالي لعلوم القرآن والكتب التي أُلفت فيه بدأت في القرن السادس للهجرة, حيث ألّف ابن الجوزي (ت 597) كتابين أحدهما بعنوان: "فنون الأفنان في علوم القرآن" والثاني بعنوان: "المجتبى في علوم تتعلق بالقرآن".
ثم توالت الكتب القيمة في علوم القرآن فكان القرن الثامن والعلامة بدر الدين محمد بن عبدالله الزركشي حيث ألف كتاب "البرهان في علوم القرآن",وهّل القرن العاشر بعلامته المعروف جلال الدين السيوطي وكتابه المتميز "الإتقان في علوم القرآن".
¥