[ماالفرق بين الإيضاح والتفسير؟]
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 08:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الفرق بين التفسير والإيضاح في علم البلاغة؟ أرجو ممن يجيب أن يفصل وأن يسوق الأمثلة.
وشكراً
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 11:23 م]ـ
الأخ موسى ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
الإيضاح: عبارة عن أن يُرى في كلامك لبساً يكون موجّهاً، أو خفي الحكم فتردفه بكلام يوضح توجيهه ويظهر المراد منه، فهذان وجهان: الأول: أن يكون الذي يؤتى به من الكلام موضّحاً لتوجيهه. والثاني: أن يكون الذي يؤتى به من الكلام موضحاً لحكم خفي.
أما الوجه الأول فمثاله قول الشاعر:
يذكرنيك الخير والشر كله --- وفيك الحيا والعلم والحلم والجهل
فألفاك عن مكروهها متنزّهاً --- وألقاك في محبوبها ولك الفضل
فالبيت الأول دالّ على التوجيه بمعنى أنه يحتمل أن يريد مدحه وأن لا يريد ذمّه لأنه صرّح بأن فيه الخير والشر وفيه الحلم والجهل. فيحتمل أن يكون المراد مدحه، ويحتمل أن يريد ذمّه. فإذا قال بعد ذلك في البيت الثاني إنه بريء عن مكروهها ومنزّه عنه وأنه في محبوبها له الزيادة على غيره في الصفات المحمودة، أزال ما يحتمله الأول من الذمّ وأزال توجيهه الذي يحتمله.
وأما الوجه الثاني فمثاله قول الشاعر:
ومقرطق يغنى النديم بوجهه --- عن كأسه المُملى وعن إبريقه
فعل المُدام ولونها ومذاقها --- في مقلتيه ووجنتيه وريقه
فالبيت الأول حكمه خفي لإيراد القصد فيه، لأنه لم يفصح بمقصوده عن كون النديم يغني بوجهه، وما الذي أغناه عن حمل الكأس والإبريق. فلمّا قال البيت الثاني أراد به أن المقلتين يسكران من نظر إليهما ويخجلانه كما تسكر الخمر العقول وتحيّرها وتدهشها وحمرة المُدام تشبهها حمرة خدّيه، ومذاق المدام يشبه ريقه .. فصار البيت موضّحاً لهذه الأمور الثلاثة مبيّناً لها ولحكمها.
هذا بالنسبة للإيضاح ..
وأما التفسير: فهو عبارة عن أن يقع في مفردات كلامك لفظ مبهم أو عدد مجمل أو غير ذلك مما يفتقر إلى بيان، فتأتي بما يقرّر ذلك ويكون شرحاً له من بيان وكشف. ووقوع التفسير أيضاً على وجهين: الأول: أن يكون الإبهام واقعاً في أحد ركني الإسناد، فيكون بيانه بالركن الآخر. والثاني: أن يأتي على خلاف الأول، وهو أن يكون الثاني مفسّراً للأول بالصفة.
أما الوجه الأول فمثاله قول الشاعر:
ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها --- شمس الضحى وأبو إسحق والقمر
يحكي أفاعيله في كل نائبة --- الغيث والليث والصمصامة الذَّكَر
فالإبهام إنما وقع في قوله ثلاثة تشرق الدنيا، وهو واقع في موقع المبتدأ وبيانه إنما وقع بركنه الثاني وهو خبر المبتدأ، وهكذا قوله (يحكي أفاعيله) فإن الإبهام واقع فيه، وقد فسّره بقوله الغيث والليث والصمصامة الذكر. فهذه الأمور كلها فاعلة لقوله يحكي أفاعيله، ولأجل هذا كان الركن الثاني وهو الفاعل يفسّر الركن الأول.
أما الوجه الثاني فمثاله قول الشاعر:
لقد جئتَ قوماً لو لجأت إليهم --- طريد دم أو حاملاً ثقل مغرم
لألفيت منهم معطياً أو مطاعناً --- وراءك شزراً بالوشيج المقوّم
فلما عدّد هذين الأمرين المجحفين بالإنسان الطرد وحمل الثقل الذي يغرم لأجله عقّبه بأمرين كل واحد منهما مفسّر لما قاله على جهة المقابلة بما يصلح له، فقابل الطرد بالنصرة بالطعان حوله حتى يستنصر من حقه، وقابل قوله حمل ثقل المعدوم بقوله معطياً ليَجبُر فقره. فهكذا حال التفسير يأتي على هذين الوجهين وما أشبههما، فإذا حصل على الصفة التي يكون فيها بيان لما سبقه فهو تفسير، وإن اختلفت فيه الأمثلة.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 12:24 ص]ـ
بسم الله الرحم الرحيم
أخي العزيز الحقيقة أنك لا تترك لمزيد زيادة، والحق انك كلامك كالدرر، ومن باب المشاركة أورد الآتي:
الإيضاح:
وهو أن يذكر المتكلم كلاماً في ظاهره لبس، ثم يوضحه في بقية كلامه، وقد يكون الإيضاح في الوصف الذي لا يتعلق به مدح ولا هجاء، وذلك أن يخبر المتكلم بخبر واحد عن شيء واحد يقع التعجب منه، ويشكل الأمر فيه، ثم يوضح ذلك الإشكال بأن يخبر عنه بما يفهم منه كشف اللبس عن الجزء الأول.
¥