تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لم قال الجاهليون إن القرآن شعر والنبي عليه السلام شاعر؟؟!!!]

ـ[معالي]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 08:50 ص]ـ

ليلة البارحة توقفت عند قوله تعالى: (أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون) الطور"30"

وتساءلتُ:

إن كان أهل الجاهلية الذين بُعث فيهم النبي _صلى الله عليه وعلى آله وسلم_ لم يعرفوا الأشكال الشعرية التي عُرفت بعد هلاكهم بقرون من شعر حر، وقصيدة نثر، وشعر تفعيلة، و .. و .. إلخ .. إذْ لم يعرفوا إلا شكلا وحيدًا يقوم على الوزن والتقفية ويجري على البحور التي قعّد لها الخليل رحمه الله فيما بعد!

إذا كان الشأن كذلك والقرآن لم يأت على تلك الصورة التي ألفوها عن الشعر .. فلم قالوا عنه: (شعر)؟ ولم قالوا عن النبي_صلى الله عليه وعلى آله وسلم_: (شاعر)؟!!!!

فيض تحية

ـ[أبو ليث]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 02:14 م]ـ

السلام عليكم

لعلي قرأت مرة أو سمعت ولا اذكر أين ومن أين؟

أن العرب في الجاهلية لم يكن لشاعر فيها منزلة ولا شأن بل كان منبوذا بينهم لا قيمة له, لذا لا عجب عندما نرى امتناع اشراف قريش عن قول الشعر وسبر بحوره

ولا عجب في نفي والد امرؤالقيس لامرئ القيس وطرده بسب قوله للشعر.

فهل يستطيع أحدكم أن يذكر شاعر من اشراف قريش كان يقول الشعر قبل الدعوة الإسلامية , الجواب "لم يكن في قريش قبل دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا شاعران هما نبيه ومسافر " من غلمان قريش"". والشعراء الذين تذكرهم المصادر إنما هم من القبائل المجاورة لقريش وليسوا من قريش ذاتها. ولكنهم كانوا يضعون الاعتبار الأكبر للشعر الذي يقوله الشاعر فهم يخافون من كل شاعر لكي لا يهجوهم وينزل من شرفهم لأن الشعر سريع الانتشار بين القبائل وكان اهتمامهم به نفاقا حذرا منه وطمعا في مدحه , ولكن الحاجة إليهم زادت في النقائض التي دارت بينهم وبين المسلمين. فاتهامهم لرسول الله بالشعر قد يكون نابع من كون الشعر والشاعر لديهم صفرا على الشمال والله أعلم

""""أعتذر قد يكون هذا الرأي باطلا و هناك آراء أصح فنرجو تصويبكم """""

ـ[معالي]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 10:25 م]ـ

أخي الفاضل

أنت تقرر أن الشعر له منزلة، بينما الشاعر ليس له منزلة لديهم!! -> هكذا فهمتُ!

ولكن سؤالي كان عن النص القرآني نفسه!

لم قالوا عنه: (شعر) .. مع أنهم لا يجهلون صورة الشعر الحقيقية المعروفة لديهم، والتي لم يأت القرآن_قطعًا_ على صورتها؟؟!!

وعليه

لم قالوا عن النبي_صلى الله عليه وعلى آله وسلم_: (شاعر)،مع أنه لم يكن ما جاء به شعرًا _كما عرفوا صورة الشعر_؟!!

فيض تحية

ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 11:10 م]ـ

الموضوع بحاجة إلى تفصيل ولا أجد الوقت الآن، وسأعود إليه لاحقا.

ولكن لا بأس من بضع كلمات.

1 - لا أظن أن ما نقلع الأخ أبو ليث دقيقا، فمن المعروف أن القبائل كانت تحتفل بمولد شاعر فيها، كما كان الشاعر يحتل منزلة رفيعة في ذاك المجتمع، كيف لا وقد قال الفاروق عمر (رضي الله عنه): " كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصلح منه"

ثم كان العرب في تلك الفترة، يحرصون على إرضاء الشعراء وإكرامهم؛ حرصا على سمعتهم وكرامتهم، وقصة حسان مع قبيلة أنف الناقة أشهر من أن تذكر.

ولو لم يكن للشعر مكانته ما حرص العرب على حفظه وروايته حتى شغفت به نفوسهم.

أما الشاعر الماجن والملك الضليل امرؤ القيس، فلم يطرد لكونه شاعرا، بل لسلوكياته الاجتماعية المنحرفة.

ولعلي أتذكر بعض أشراف العرب ممن كان ينشد الشعر:

عمرو بن كلثوم زعيم تغلب وسيدها، وما أدراك ما تغلب.

عمرو بن الورد أبو الصعاليك.

زهير بن أبي سلمى.

النابغة الذبياني.

أمية بن أبي الصلت.

أما عن سؤالك فأنت محق في طرحه.

العرب لم يكونوا قليلي معرفة بفنهم الذي أظهروا من خلاله براعتهم وتفوقهم في الفصاحة، وكما قال سيدنا عمر: " كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصلح منه"، ومعلوم كم أسرت فنونه عقولهم وعمل في نفوسهم ومشاعرهم، فشاعر ببيت شعر يشعل حربا، وبآخر يطفئها، وشاعر ببيت يرفع قوم وبآخر يحط من قدرهم، فلما رأوا أن الواحد منهم يذهب ليقتل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو يسفهه، وما إن بسمع إلى آيات من القرآن حتى يرق قلبه وترتعش جوانحه، ويعود إليهم غير الذي ذهب، وما إن رأوا عظيم أثره حتى اتهموه بالشعر تهربا من الاعتراف بإعجازه، وقدسيته وأنه ليس من كلام الإنس أو الجن، وقصة سماع الوليد بن المغيرة للقرآن أكبر شاهد ..

وأتذكر حين كنت أدرس مقرر النصوص القرآنية في جامعة الكويت على يد أ. د نعيم محمد حسن اليافي.

تعرضنا لهذا السؤال.

لما كان العرب على دراية وعلم بفنون شعرهم، فلماذا اتهموا القرآن بأنه شعر؟

والقرآن قد نزل بلغة العرب التي انقسم فن حديثها والتعبير بها إلى شعر ونثر، فمن أي الفنين كان القرآن؟

ومما أتذكر من الإجابة وأنا بعيد عهد بها:

أن القرآن قد أخذ من خصائص الفنين وقدمها في ثوب من الإعجاز، لم يسمع مثله قط، ويعجز عن الاتيان بمثله جماهير والإنس والجن وخواصهم.

فالقرآن لم يكن شعرا بل كان حالة شعرية، وأذكر مما ذكره أن القرآن به الأبحر العروضية جميعا، بل وحتى قانون الشعر الحر.

والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير