تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 12:00 ص]ـ

قال تعالى

(وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) القصص 20

وقال أيضا

(وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)

يس 20

والملاحظ أنّ الآيتين- وهما في نفس الترتيب في السورتين من حيث رقم الآية- تتحدثان عن نفس الموضوع باختلاف في الصياغة

ترى لماذا كان هذا الإختلاف؟


ـ[سليم]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 01:00 ص]ـ
السلام عليكم,
رغم ان ترتيب الايتين في السورتين المختلفتين (من حيث رقم الاية) هو نفسه, إلا انهما تختلفان في الخبر, فالآيه 20 من سورة القصص تتحدث عن سيدنا موسى عليه السلام وقتله المصري والرجل الذي حذر موسى عليه السلام (وهو من شيعته) ,وإما الآية 20 من سورة يس فتتحدث عن رسل او حواري سيدنا علسى عليه السلام والرجل الذي امن بهؤلاء الرسل.
ووجه الاختلاف بينهما ان الرجل في قصه سيدنا موسى_ويقال انه سمعان او مؤمن آل فرعون_ كان صحيح غير سقيم قادرًا على السعي دون عوائق, واما الرجل في الآية الثانية _ويقال انه حبيب النجار كان يقطن في آخر المدينة وكان مريضًا عليلاً ويجد صعوبة في السعي, ولهذا اظهر القرآن بعد المسافة والمشقة في سبيل ان يصل الى الرسل وقومه.
والله أعلم

ـ[أبو سنان]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 01:14 ص]ـ
:::
أخي جمال إن هاتيين الآيتين رغم التشابه الشديد في صياغتهما إلا أن القصة تختلف في كل منهما فالأية الأولى التي جاءت في سورة القصص تتحدث عن الرجل الذى جاء موسى عليه السلام ليحذره من مكر قومه به.
أما الآية الثانية في سورة يس فهي تتحدث عن قصة أصحاب القرية التي جاءها الرسل الثلاثة لدعوتهم لعبادة الله. هذا أولا
ثانياً: الأية الأولى جاءت على المعتاد عن أهل اللغة حيث جاء الفاعل بعد الفعل في الغالب.
أم الأية الثانية فهي التي تستحق البحث والدراسة ومعرفة السبب في تأخير الفاعل وتقديم الجار والمجرور عليه وما الدلالة من هذا التقديم.

ولمعرفة المعنى الذي تشير إليه كل من الآيتين يجب علينا أن نعرف سياقهما:
قال تعالى في صورة القصص:
((وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {14} وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ {15} قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {16} قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ {17} فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ {18} فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ {19} وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ {20} فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {21}))

لاحظ أخي أن في الآية الأولى جيء بالفاعل في مكانه المعروف عند أهل اللغة وهذا فيه إشارة إلى موقف الرجل الذي وقفه من موسى عليه السلام ونصحه له.
لذا كانت صياغة الأية على هذا الشكل فالفاعل هو المهم وعمله وصنيعه وليس للمكان أي أهمية في هذه الاية فلا داعي لتقديمه.

وقال تعالى في سورة يس:
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ {13} إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ {14} قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ {15} قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ {16} وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ {17} قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ {18} قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ {19} وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ {20} اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ {21} وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {22} أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ))

وأما في قصة أصحاب القرية في سورة يس فإن فالمهم هو المكان الذي قدم منه الرجل أولاً وسرعة استجابته لها، وكذلك الدلالة على وصول الدعوة أقصى المدينة واستجابة الرجل لها من هذا المكان البعيد فكيف بهؤلاء الذين هم أقرب لها وهم معرضون عنها لهذا قدم المكان على الفاعل.

وهذا والله أعلم
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير