تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 12:07 ص]ـ

إن العهد بكلمة (استبدال) أن يتبعها اسم متصل بالباء، كأن يكون القول استبدلت قلماً بكتاب. فالكتاب هو الذاهب عني والقلم هو الذي أخذته. وعملية الاستبدال هذه تعني أن شيئاً ذهب وشيئاً جاء، والذي ذهب يكون عادة متصلاً بباء الجر.

وعليه ورد قوله تعالى: " وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ " (البقرة: 61). فالذي هو خير هو الذي ذهب، وما تنبت الأرض من النباتات المذكورة في السورة هو الذي جاء، وبدليل قوله عزّ وجلّ أيضاً: " فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا "، فهم أرادوا شيئاً لم يوجد بعد.

وفي آية أخرى قال الله عزّ وجلّ: " وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ " (النساء: 2)، فالطيّب ذهب والخبيث هو الذي يريدونه، والحديث عن بني إسرائيل في الآية الأولى، وعن عامّة الناس في الثانية.

ومن هذا الفهم عومل الفعل (اشترى) والفعل (باع). تقول: اشتريت قلماً بدينار، فالدينار ذهب مني والقلم أتى إليّ.

ولكن في القرآن الكريم تلفت انتباهنا آية جاء فيها الاستبدال مقروناً بكلمة (مكان)، وهي قوله تبارك وتعالى: " وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً " (النساء: 20). والسؤال هو: لماذا لم تقل الآية: استبدال زوج بزوج؟

نلاحظ أن العدول عن اتصال الزوج بالباء قد جاء لأسباب، أهمها أن الأمور التي ترد معها الباء أمور تذهب، أي: شيء يحلّ مكان شيء، فهما لا يبقيان مع المرء بعد عملية استبدال.

أما في حال الزوجة، فليس شرطاً أن تذهب زوجة وتأتي زوجة بدلاً منها، بل يمكن أن يتزوّج رجل زوجة أخرى وتبقى الأولى عنده. وهذا يبيّن دلالة كلمة (مكان) في الآية. فكأن المكان الذي كان للأولى قد تغيّر وحلّت ثانية فيه.

ثم إن المكان فيه دلالة كبيرة على المكانة أيضاً. إذ إن فيه دلالة اجتماعية عميقة، ذلك أن الزوجة الثانية حلّت مكان الأولى، وإن ظلّت الأولى زوجاً له أيضاً، ولكن مكانها، وبالتالي مكانتها قد تغيّرت. وهذا أمر متأصّل في نفوس الناس، يصعب على أي امريء أن يدّعي خلاف ذلك، وإن ادّعى فهيهات أن تصدّقه امرأة في الوجود.

ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 12:26 ص]ـ

لكأنك تنادي أخي لؤي بعدم العدل في الزواج بأكثر من واحدة.:)

أم أنك ترسل إشارة خفية بتفضيل الجديد على القديم.:)

ـ[أبو سنان]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 12:34 ص]ـ

:::

بارك الله فيك

أحسنت أخي لؤي الطيب على هذا الاستدلال الرائع والجميل

ولكن لدي سؤال

قال تعالى:

((لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً)) الأحزاب52

لماذا ذكرت كلمة (تبدل) في هذه الآية ولم تاتي (تستبدل)؟؟

وبالنسبة لما ذكرته في آخر الموضوع فأنا أوافقك فيه مائة بالمائة

قال تعالى:

{وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} النساء129

تحياتي لك

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 12:51 ص]ـ

أم أنك ترسل إشارة خفية بتفضيل الجديد على القديم.:)

يُحكى أن رجلاً تزوّج امرأة جديدة على امرأة قديمة، فكانت جارية الجديدة تمرّ على بيت القديمة فتقول:

وما تستوي الرجلان رجل صحيحة --- وأخرى رمى فيها الزمان فشُلّت

ثم تعود وتقول:

وما يستوي الثوبان ثوب به البلى --- وثوب بأيدي البائعين جديد

فمرّت جارية القديمة على باب الجديدة يوماً وقالت:

نقل فؤادك ما استطعت من الهوى --- ما الحبّ إلا للحبيب الأول

كم منزل في الأرض يألفه الفتى --- وحنينه أبداً لأوّل منزل؟

ـ[سليم]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 01:07 ص]ـ

ورد في لسان العرب:

وتبديل الشيء: تغييره وإِن لم تأْت ببدل. واستبدل الشيء بغيره وتبدَّله به إذا أَخذه مكانه.

لأن الاية التي ذكرتها ,قول الله تعالى:" وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً " (النساء: 20).يُفهم منها أن الرجل قد يُطلق زوجته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير