تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تحريف الكلام]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 12:40 م]ـ

[تحريف الكلام]

قال تعالى"يحرفون الكلم عن مواضعه ........ "* (النساء46) و (المائدة13)

وقال تعالى" يحرفون الكلم من بعد مواضعه ....... "* (المائدة41)

فما الفرق في المعنى بين الاّيتين؟

التحريف: تغيير الكلام وصرفه عن معانيه.

وقوله تعالى" يحرفون الكلم عن مواضعه"يعني أنهم يستبدلون كلمة بكلمة أخرى، أويتأولونه على غير تأويله ومقاصده، فيقولون مثلا: سمعنا وعصينا، بدل: سمعنا وأطعنا، أو يقولون: اسمع غير مسمع، والقصد منها الدعاء بعدم السمع، أو اسمع لا سمعت، وليس كما تستخدمها العرب ويقصدون بها: اسمع غير مسمع ذمّا.

أما قوله تعالى" يحرفون الكلم من بعد مواضعه"ففيه محذوف وتقديره: من بعد (معرفة أو تثبيت) مواضعه، وهذا يعني أنهم يجرون عملية تبادلية بين الكلمات فيضعون كلمة مكان كلمة أخرى، أو يستبدلون حكما مكان حكم اّخر، كما فعل اليهود، ووضعوا حكم الجلد مكان حكم الرجم، فبدلوا أماكن الأحكام على هواهم، من أجل التخفيف.

والله أعلم.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 11 - 2005, 01:38 ص]ـ

الأخ عزام - حفظه الله ..

شكر الله لك الفوائد الجمّة التي تعلّمنا إياها ..

فإن فيها الخير الكثير ..

واسمح لي - أخي الكريم - أن أضيف سبباً آخر قد يكون موجباً لاختلاف التعبير في الآيتين .. وهو يرجع - في الحقيقة - إلى الفرق بين الموضعين ..

فالآية الأولى تضمّنت إخبار الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم ما ارتكبه مَن تقدّم من كفار بني إسرائيل حين أخذ عليهم الميثاق فيما عرّفه سبحانه في قوله: " وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ " (المائدة: 12).

فبعد أن أخذ الله تعالى عليهم الميثاق، نقضوا العهود، وقتلوا الأنبياء، وحرّفوا كلام الله، فجعل الله قلوبهم قاسية ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم عليهم السلام. فهذا كله تعريف بمرتكب سلف المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإخبار بحالهم من تحريفهم وتبديلهم.

أما الآية الثانية فهي تعريف للرسول صلى الله عليه وسلم بأحوال معاصريه منهم، ليعلم أن ذلك من بعدهم جار على ما قدر عليهم في الأزل، قد تبع في ذلك الخلف السلف. فهي نزلت في قوم من اليهود أخبر الله تعالى عنهم أنهم "سمّاعون" لما يقوله الرسول، ليكذبوا عليه، ويخبروا بخلاف ما يقوله، وينقلوا كلامه إلى قوم آخرين لم يأتوه.

فمعنى " يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ " يحتمل أن يكون المراد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، أو من بعد موته، ليجعلوه على خلاف ما سمعوه منه. وهذا موضع (بعد) لا موضع (عن). لأنه ليس يعدوه إلى المحرف إليه فينفصل عما جاء عليه إلى الكذب مقارناً له، وإنما ذلك بعده بأزمنة كثيرة يتوقّعون مضيّها ليسهل كذبهم بعدها.

فلما كان هنا الإخبار بحال خلفهم، والأول إخبار بحال سلفهم، ناسب حال الأولين ذكر ما تناولوه بأنفسهم وباشروه بالتحريف والتبديل، فقيل: " يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ "، فهم المزيلون لما خوطبوا به عمّا أريد به لم يتقدّمهم في ذلك غيرهم.

وأما المعاصرون فقد حرّفوا أيضاً بعد الاستقرار، فأنكروا صفته صلى الله عليه وسلم بعد مشاهدته ورؤيته، وهذا ممّا اختصّ به الخلف دون السلف، إذ لم يباشر أمره عليه الصلاة والسلام هؤلاء بعد أن كان سلفهم يعترفون بذلك.

فكانت البعدية لمن بعد، والحالية المحكية لمن قبل - على ما يناسب.

والله أعلم ..

ـ[سليم]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 06:57 م]ـ

السلام عليكم

الحرف في كلام العرب يراد به حد الشيء وحدته. ومن ذلك حرف السيف إنما هو حده وناحيته. وطعام حريف: يراد به الحدة. ورجل محارف أي محدود عن الكسب.

وسميت الحروف حروفاً لأن الحرف حد منقطع الصوت, وقد قيل: انها سميت بذلك لأنها جهات للكلام ونواح كحروف الشيء وجهاته.

واما التحريف في الكلام الميل والانحراف, قال الله تعالى: " يحرفون الكلم عن مواضعه ". (سر الفصاحة للخفاجي)

وقولهم: انحرف فلان عن فلان أي جعل بينه وبينه حدا بالبعد

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير