[آية كريمة]
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 12:35 ص]ـ
قال تعالى في سورة الشورى
{فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (11).
فما رأيكم في هذا الجزء من الآية:
{لَيْس كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}
علام َ تدل؟
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 02:15 ص]ـ
السلام عليكم
"ليس كمثله شيء" أي ليس مثله شيء، فالكاف زائدة للتأكيد ,وهذه العباره ابلغ من قوله ليس مثله شيئ.
وبما ان الحديث في الآية عن خلق الازواج يصبح معناها اي ليس كخالق الازواج كلها شيئ لأنه الفرد الصمد الذي لا نظير له.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 09:44 ص]ـ
سليم
قولك (فالكاف زائدة للتأكيد) -- فيه بعض الإشكال فالزائد لا قيمة له--لأنّ في إزالته لا يختلف المعنى--
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 02:32 م]ـ
أخي جمال: قولنا: الكاف زائدة، لا يعني أنها بلا فائدة بل هي زائدة لتوكيد الكلام، وبإزالتها يختلف المعنى بين التوكيد وعدمه، والقراّن الكريم ليس فيه زائد وناقص، أما قول النحاة: إن الكاف زائدة فيعني: أن الكلام يمكن أن ينعقد بدونها.
والله أعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 02:49 م]ـ
أخي سليم سلمه الله. لا زيادة في القرآن الكريم.
وعليه؛ ليس: فعل ماض ٍ ناقص لا يتصرف (جامد).
ينفي الحال والمستقبل.
كمثله.
الكاف: كـ: اسمٌ للتشبيه.
المٍثل: مِثلـ: اسمٌ للتشبييه.
وهذان الأسمان هما الوحيدان اللذان يصلحان للتشبيه.
والهاء: ــه: ضمير متصل عائدعلى الله.
إذن النفي دخل على اسمي التشبيه (الكاف والمِثل) فنفاهما، وهذا تأكيد للنفي، ونحن قد نقول من ناحية إعرابية أن الكاف للزيادة، ولكننا في موضع البلاغة، وخاصة في كتاب الله عز وجل نرى، أن الله عز وجل نفى عن نفسه باستخدام ليس، اسمي التشبيه، أو قل جميع أوجه التشبيه، وهذا تأكيد للنفي، عما لا يليق بجلاله سبحانه.
وبارك الله لك أستاذي جمال تنبيهك، وجزاك الله خيرا يا سليم على مشاركتك.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 04:53 م]ـ
الاخوة الأعزاء ..
أنا أوافق الأخ جمال على ما ذهب إليه ..
والكلام في هذه الآية لا يمكن أن ينعقد بدون الكاف، كما رجّح أخونا عزام ..
ألا ترى - أخي الكريم - أنك إذا أردت أن تنفي عن امريء نقيصة في خُلُقه فقلت: " فلان لا يكذب ولا يبخل "، أخرجت كلامك عنه مخرج الدعوى المجرّدة عن دليلها؟
فإذا زدت فيه كلمة، فقلت: " مثل فلان لا يكذب ولا يبخل "، لم تكن بذلك مشيراً إلى شخص آخر يماثله مبرأ من تلك النقائص، بل كان هذا تبرئة له هو ببرهان كلي، وهو أن من يكون على مثل صفاته وشِيَمِه الكريمة لا يكون كذلك، لوجود التنافي بين طبيعة هذه الصفات وبين ذلك النقص الموهوم.
وعلى هذا المنهج البليغ وُضعت الآية الحكيمة، قائلة: " مِثله تعالى لا يكون له مِثل ". تعني أن من كانت له تلك الصفات الحسنى وذلك المثل الأعلى لا يمكن أن يكون له شبيه ولا يتسع الوجود لاثنين من جنسه.
فلا جَرَم جيء في الآية بلفظين كل واحد منهما يؤدّي معنى المماثلة، ليقوم أحدهما ركناً في الدعوى، والآخر دعامة لها وبرهاناً. فالتشبيه المدلول عليه بالـ (كاف) لمّا تصوب إليه النفي تأدّى به أصل التوحيد المطلوب، ولفظ (المثل) المصرّح به في مقام لفظ الجلالة أو ضميره نبّه على برهان ذلك المطلوب.
وعلى هذا فإن المقصود الأولي من هذه الجملة وهو نفي الشبيه وإن كان يكفي لأدائه أن يُقال: " ليس كالله شيء "، أو " ليس مثلَه شيء ". لكن هذا القدر ليس هو كل ما ترمي إليه الآية الكريمة، بل إنها كما تريد أن تعطيك هذا الحكم تريد في الوقت نفسه أن تلفتك إلى وجه حجته وطريق برهانه العقلي.
فآية الشورى فيها برهان طريف في إثبات وحدة الصانع، حيث نجدها ناظرة إلى معنى ينقض فرض تعدّد الآلهة من أساسه، ويقرّر استحالته الذاتية في نفسه بقطع النظر عن تلك الآثار.
فكأننا بها تقول لنا: إن حقيقة الإله ليست من تلك الحقائق التي تقبل التعدّد والاشتراك والتماثل في مفهومها. كلا، فإن الذي يقبل ذلك إنما هو الكمال الإضافي الناقص. أما الكمال التام المطلق الذي هو قوام معنى الإلهية فإن حقيقته تأبى على العقل أن يقبل فيها المشابهة والاثنينية.
لأنك مهما حقّقت معنى الإلهية حقّقت تقدّماً على كل شيء وإنشاءً لكل شيء: (فاطر السموات والأرض)، وحقّقت سلطاناً على كل شيء وعلوّاً فوق كل شيء: (له مقاليد السموات والأرض).
فلو ذهبت تفرض اثنين يشتركان في هذه الصفات لتناقضت، إذ تجعل كل واحد منهما سابقاً مسبوقاً، ومنشِئاً منشَئاً، ومستعلِياً مستعلًى عليه. أو لأحلت الكمال المطلق إلى كمال مقيّد فيهما، إذ تجعل كل واحد منهما بالإضافة إلى صاحبه ليس سابقاً ولا مستعلياً. فأنّى يكون كل منهما إلهاً وللإله المثل الأعلى؟
أرأيت كم أفدنا من هذه الـ (كاف) وجوهاً من المعاني كلّها شاف كاف؟
وهذا في الحقيقة من أجمل ما قرأت في تأويل هذه الآية الكريم .. في كتاب " النبأ العظيم " للدكتور محمد عبد الله الدراز - رحمه الله ..
أنه لو قيل " ليس مثله شيء " لكان ذلك نفياً للمثل المكافيء، وهو المثل التام المماثلة فحسب. إذ إن هذا المعنى هو الذي ينسلق إليه الفهم من لفظ المثل عند إطلاقه.
وإذاً لدبّ إلى النفس دبيب الوساوس والأوهام: أن لعلّ هنالك رتبة لا تضارع رتبة الألوهية ولكنها تليها، وأن عسى أن تكون هذه المنزلة للملائكة والأنبياء، أو للكواكب وقوى الطبيعة، أو للجن والأوثان والكهان. فيكون لهم بالإله الحقّ شبهٌ ما في قدرته أو علمه، وشركٌ ما في خلقه أو أمره ..
فكان وضع هذا الحرف في الكلام إقصاء للعالم كله عن المماثلة وعمّا يشبه المماثلة وما يدنو منها. كأنه قيل: ليس هناك شيء يشبه أن يكون مثلاً لله، فضلاً عن أن يكون مثلاً له على الحقيقة.
¥