تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[رسالة في أعجاز سورة الكوثر للزمخشري]

ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[22 - 10 - 2005, 08:17 م]ـ

هذه الرساله منقولة من مجلة تراثنا العدد 13

(195)

رسالة في إعجاز سورة الكوثرللزمخشري

تحقيق

حامد الخفاف

تقديم

بسم الله الرحمن الرحيم

مما لا مجال للشك فيه أن عهد نزول القرآن في حياة العرب يمثل ذروة اهتمام المجتمع القبلي في الجزيرة العربية ببلاغة الكلمة وفصاحة المنطق ودقة الحس البياني، أكثر من أي وقت مضى، فليس غريبا عنا ما كانت توليه القبيلة من احترام وتقدير لاصحاب اللسان الماشق والحس المرهف، فترى الشاعر سيف القبيلة الناطق، الذي تجرده بوجه أعدائها، وتقدمه درعا واقيا يرد عنها سهام الكلام، حتى أن أبياتا من الشعر تحوي من قارص الكلم أشده يمكن أن تفعل فعلها أشد من السنان وأمضى من المهند المصقول.

وذاك سوق عكاظ، نادي الادباء العرب ـ إن صح التعبير ـ يجتمعون فيه، لتتصارع الكلمة في حلبة البلاغة، وليتبارز البيان بسيوف الفصاحة، تشد إليه الرحال، وتعقد عليه الآمال، كل ذلك كان يعمق في الجزيرة العربية حقيقة كونها مجتمع الكلمة الذي لم يعرف اللحن له طريقا، ولا العجمة سبيلا.

وجاء القرآن، كلام الله المجيد، ينشر من أريجه عطر القداسة، ويضم بين دفتيه ما يحير العقول، ويأخذ بالالباب، انظروا إلى عدو الله الوليد بن المغيرة

(196)

المخزومي، فاغرا فاه، يتمتم بحيرة: «والله لقد نظرت فيما قال هذا الرجل فإذا هو ليس بشعر، وإن له لحلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمعذق، وإنه ليعلو وما يعلى».

جاء ليتحدى كبرياء الكلمة في عقر دارها، وشموخ البيان في عنفوانه: «قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا»، فكانت المعجزة التي ألقت لها الفصاحة قيادها، وكأن دولة البلاغة العظمى كانت تنتظر ملكها بلهفة وشوق، وهكذا كان.

وكتابنا الصغير هذا، جواب من الزمخشري ـ رجل البلاغة والفصاحة ـ على عدة إشكالات، وردت من صديق له حول إعجاز القرآن، بصورة رسالة بعثها إليه، سائلا إياه الاجابة، فتصدى المؤلف للجواب عنها، باسلوبه الشيق الرفيع، برسالة حول إعجاز سورة الكوثر، هي كما قال عنها: «رسالة من أبلغ الرسالات، اورد فيها مقدمة في إعجاز القرآن الكريم، في فضل اللسان العربي على كل لسان، على وجه عجيب، واسلوب على طرف الثمام قريب غريب» مضيفا بذلك للمكتبة الاسلامية جهدا رائعا يشار إليه بالبنان، حاولنا أن نضفي عليه بتحقيقنا إياه من روعة الاخراج ما نتمكنه، ومن متطلبات التحقيق ما يحتاجه، وعلى الله التكلان.

* * *

(197)

ترجمة المؤلف

هو العلامة جار الله أبوالقاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الزمخشري الخوارزمي، كبير المعتزلة، صاحب الكشاف والمفصل (1)، أمره في الاشتهار أوضح من الشمس وأبين من الامس.

ولادته وبلده:

ولد الزمخشري في يوم الاربعاء السابع والعشرين من رجب سنة سبع وستين وأربعمائة بزمخشر خوارزم، على مانقله القفطي عن ابن اخته أبي عمر عامر بن الحسن السمساري (2)، وقال أيضا: «ونقلت من كتاب محمد بن محمد ابن حامد قال: كان مولده ـ يعني الزمخشري ـ في سابع عشر شهر رجب سنة سبع وستين وأربعمائة» (3).

يقول الزمخشري: «وأما المولد فقرية من قرى خوارزم مجهولة، يقال لها:


(1) توجد ترجمته في: الانساب 6: 297، معجم البلدان 3: 147، معجم الادباء 19: 126|41، الكامل في التاريخ 11: 97، إنباه الرواة 3: 265|753، وفيات الاعيان 5: 168|711، ميزان الاعتدال 4: 78|8367، العبر 2: 455، سير أعلام النبلاء 20: 151|91، تذكرة الحفاظ 4: 1283، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 228|173، مرآة الجنان 3: 269، البداية والنهاية 12: 219، لسان الميزان 6: 4، بغية الوعاة 2: 279|1977، طبقات المفسرين 104|127، طبقات المفسرين للداودي 2: 314|625، شذرات الذهب 4: 121، روضات الجنات 8: 118|711، الكنى والالقاب 2: 297، هدية العارفين 2: 402، وعن هامش السير: نزهة الالباء: 391، المختصر في أخبار البشر 3: 16، إشارة التعيين: الورقة 53 و54، البدر السافر: ورقة 193، تاريخ الاسلام: وفيات 538، دول
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير