تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

محبة الله ورسولِه صلى الله عليه على آله وسلم

ـ[أحلام]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 02:46 م]ـ

المحبّة عمل من أعمال القلوب

وقد يدخل العبد الجنة بسبب هذه المحبة، وقد يدخل النار بسبب المحبة!

وقد يستغرب من يسمع هذا الكلام لأول مرة، وسوف يتبيّن المقصود من ذلك.

أنواع المحبة:

قال ابن القيم – رحمه الله –:

فالمحبة النافعة ثلاثة أنواع:

محبة الله، ومحبة في الله، ومحبة ما يعين على طاعة الله تعالى واجتناب معصيته.

والمحبة الضارة ثلاثة أنواع: المحبة مع الله، ومحبة ما يبغضه الله تعالى، ومحبة ما تقطع محبته عن محبة الله تعالى أو تنقصها.

فهذه ستة أنواع عليها مدار محابِّ الخلق، فمحبة الله عز وجل أصل المحابِّ المحمودة وأصل الإيمان والتوحيد، والنوعان الآخران تبع لها.

والمحبة مع الله أصل الشرك والمحاب المذمومة والنوعان الآخران تبع لها.

ومحبة الصور المحرمة وعشقُها من موجبات الشرك.

وكلما كان العبد أقرب إلى الشرك وأبعد من الإخلاص كانت محبته بعشق الصور أشد.

وكلما كان أكثر إخلاصا وأشد توحيداً كان أبعد من عشق الصور، ولهذا أصاب امرأة العزيز ما أصابها من العشق لشركها، ونجا منه يوسف الصديق عليه السلام بإخلاصه قال تعالى: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلَصين) فالسوء العشق، والفحشاء الزنا، فالمخلَص قد خلص حبه لله فخلّصه الله من فتنة عشق الصور، والمشرك قلبه متعلق بغير الله لم يخلص توحيده وحبه لله عز وجل.

وقال – رحمه الله – في قوله صلى الله عليه على آله وسلم: لا يؤمن احدكم حتى أكون أحب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين. رواه البخاري ومسلم.

قال: فذكر في هذا الحديث أنواع المحبة الثلاثة، فإذاً المحبة إما:

محبة إجلال وتعظيم، كمحبة الوالد.

وإما محبة تحنن وود ولطف، كمحبة الولد.

وإما محبة لأجل الاحسان وصفات الكمال، كمحبة الناس بعضهم بعضا، ولا يؤمن العبد حتى يكون حبّ الرسول عنده اشد من هذه المحاب كلها.

وقال: فلا عَيْبَ على الرجل في محبته لأهله وعشقه لها إلا إذا شغله ذلك عن محبة ما هو أنفع له من محبة الله ورسوله، وزاحم حبه وحب رسوله، فإن كل محبة زاحمت محبة الله ورسوله بحيث تضعفها وتنقصها فهي مذمومة، وإن أعانت على محبة الله ورسوله وكانت من أسباب قوتها فهي محمودة. انتهى

ولذا لما سُئل – عليه الصلاة والسلام – عن أحب الناس إليه قال: عائشة. كما عند الترمذي.

وكان النبي صلى الله عليه على آله وسلم يقول: حُبب إليّ من الدنيا النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة. رواه الإمام أحمد وغيره.

ومحبةُ الله عز وجل ومحبّةُ رسوله صلى الله عليه على آله وسلم أعلى مراتب المحبة.

وكل إنسان يستطيع أن يقول: إنه يُحب الله ورسوله، ولكن ما مدى صحة هذا القول؟ ورصيده في القلب

ولذا كان بعض السلف يقول: ليس الشأن أن تُحب الله، ولكن الشأن أن يُحبّك الله.

لأن الله عز وجل يُحب من كل وجه لعميم إحسانه وجوده، ومزيد كرمه وإنعامه على العباد.

قال ابن القيم – رحمه الله –:

ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل من خدمته، مع حاجته وفقره اليه، إنما العجب من مالك يتحبب الى مملوكه بصنوف إنعامه ويتودد اليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه.

كفى بك عزاً أنك له عبد ... وكفى بك فخراً أنه لك رب ... انتهى.

ولله در القائل:

ومما زادني شرفاً وفخراً ... وكِدت بأخمصي أطاُ الثريا

دخولي تحت قولك يا عبادي ... وأن صيّرت أحمد لي نبيّا

والله عز وجل يُحِب ويُحَب، وقد أثبت ذلك سبحانه فقال: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)

والله عز وجل يُحَب من كل وجه لعميم جوده وإحسانه، وسابق فضله وامتنانه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير