تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لإيلافِ قُريْشٍ!

ـ[سليم]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 02:06 ص]ـ

يقول الله تعالى:" لإيلافِ قُريْشٍ* إيلافِهِم رِحْلَة الشتاءِ والصَّيْف* فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ "

ما نوع اللام في بداية السورة؟

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 02:42 ص]ـ

اختلف علماء اللغة في "لإيلاف"

فالفراء وسفيان بن عيينة اعتبراها متعلّقة بالسورة التي قبلها (سورة الفيل). فيكون التقدير: " فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش "، فعلى هذا تكون اللام لا م الخفض متصلة بـ"ألم تر".

وقال الخليل والبصريون: اللام لا م الإضافة متصلة بـ"فليعبدوا"، والتقدير: فليعبدوا رب هذا البيت لأن الله منّ عليهم بإيلاف قريش وصرف عنهم شرّ أصحاب الفيل.

وقال الفراء أيضاً: يجوز أن تكون اللام لام التعجّب، كأنه قال: اعجب يا محمد - صلى الله عليه وسلم - لإيلاف قريش.

ثم إن في هذه السورة الكريمة مسألة:

ففي قوله تعالى: " فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ "، يلفت انتباهنا أنه قال: " هَذَا الْبَيْتِ ". وكلمة (هذا) اسم إشارة للقريب، نقوله للشيء الذي أمامنا.

تقول قرأت هذا الكتاب، وأعرف هذا الرجل، وصليت في هذا المسجد. فإذا صحّ أن يقرأ ساكن مكة - شرّفها الله - قوله عزّ وجلّ: " فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ " لأن البيت أمامه أو قريب منه، فكيف يقرؤها ساكن فلسطين ومصر والشام والمغرب وأمريكا والصين .. وغير تلك الديار من بلاد الله؟

ألا يمكن أن تكون الآية: فليعبدوا ربّ البيت؟ فالبيت معروف لكل إنسان في الدنيا في كل زمن؟

ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 09:12 ص]ـ

أخي سليم:

اللام: ما يترجح لدي انها للتعجب، وهي للتعجب من صنيع أهل قريش، وكيف أنعم الله عليهم بكل هذه النعم فلم يرعو حق الله في عبادته.

ومعنى الكلام: اعجبوا لإيلاف قريش رحلة الشتاء والصيف، وتركهم عبادة ربّ هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف، فليعبدوا ربّ هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف.

والعرب إذا جاءت بهذه اللام، فأدخلوها في الكلام للتعجب اكتفوا بها دليلاً على التعجب من إظهار الفعل الذي يجلبها،

كما قال الشاعر:

أغَرَّكَ أنْ قالُوا لِقُرَّةَ شاعِراً = فيالأباهُ مِنْ عَرِيفٍ وَشاعِرِفاكتفى باللام دليلاً على التعجب من إظهار الفعل وإنما الكلام: أغرّك أن قالوا: اعجبوا لقرّة شاعراً فكذلك قوله: {لإـ يلافِ}.

وأما القول أنه من صلة قوله: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مأْكُولٍ} فإن ذلك لو كان كذلك، لوجب أن يكون «لإيلاف» بعض «ألم تر»، وأن لا تكون سورة منفصلة من «ألم تر» وفي إجماع جميع المسلمين على أنهما سورتان تامَّتان كلّ واحدة منهما منفصلة عن الأخرى، ما يبين عن فساد القول الذي قاله من قال ذلك. ولو كان قوله: {لإيلافِ قُرَيْشٍ} من صلة قوله:

{فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مأكُولٍ}

لم تكن «ألم تر» تامَّة حتى توصلَ بقوله: {لإيلافِ قُرَيْشٍ} لأن الكلام لا يتمّ إلاَّ بانقضاء الخبر الذي ذ ُكر.

والمشهور أن هذه السّورة منفصلة عن سورة الفيل وأنه لا تعلق بينهما وأجيب عن مذهب أبي بن كعب في جعل هذه السّورة، والسورة التي قبلها سورة واحدة بأن القرآن كالسورة الواحدة يصدق بعضه بعضاً ويبين بعضه معنى بعض وهو معارض أيضاً بإطباق الصّحابة، وغيرهم على الفصل بينهما، وأنهما سورتان.

هذا بالنسبة لسؤال أخي سليم.

[ line]

وأما بالنسبة لما سأل مشرفنا لؤي:)

***********

ثم إن في هذه السورة الكريمة مسألة:

ففي قوله تعالى: " فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ "، يلفت انتباهنا أنه قال: " هَذَا الْبَيْتِ ". وكلمة (هذا) اسم إشارة للقريب، نقوله للشيء الذي أمامنا.

**************************************

إن استخدام اسم الأشارة هو هنا للدلالة على تعظيم المشار إليه وهو البيت.

فالمراد به الكعبة، عبر عنها بالإشارة تعظيماً؛ إشارة إلى أن ما تقدم في السورة الماضية من المدافعة عنهم معروف أنه بسببه لا يحتاج إلى تصريح، وأن ذلك جعله متصوراً في كل ذهن حاضراً مشاهداً لكل مخاطب، وفي هذا التلويح من التعظيم ما ليس للتصريح.

وهناك مسألة أخرى، وهي تعريفه نفسه سبحانه لأهل مكة بأنه رب هذا البيت

ففي تعريف نفسه لهم بأنه رب هذا البيت وجهان:

أحدهما: لأنه كانت لهم أوثان، فميز نفسه عنها.

الثاني: أنهم بالبيت شرفوا على سائر العرب، فذكر لهم ذلك تذكيراً بنعمته.

وقوله تعالى: {فليعبدوا ربَّ هذا البيت} أي: ليوحِّدوه. أي ليعبدوا رب البيت وهو الله وليست الأصنام.

ولعل في تخصيص لفظ الرب إشارة إلى ما قالوه لأبرهة " إن للبيت رباً سيحفظه " ولم يعولوا في ذلك على الأصنام فلزمهم لإقرارهم أن لا يعبدوا سواه كأنه يقول: لما عولتم في الحفظ عليّ فاصرفوا العبادة إليّ.

================================

وأخيراً لي سؤالان:

1) لماذا كُررت إيلفهم في قوله تعالى {لإيلافِ قُريْشٍ* إيلافِهِم}

2) لماذا نُكرت لفظتي جوع، وخوف في قوله {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}.^^^^^^^^^^^^^^^^

أحب سماع صرير أقلامكم على أرواق منتدى الفصيح.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير