"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ "
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 02:00 ص]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ".
هذه السورة تعتبر من قصار السور, ولكنها عظيمة في بيانها وبلاغتها, فنلاحظ أن الله عزوجل قد أضاف اسمه الى الناس على الترتيب: (رب, ملك, اله) وفيه بلاغة فائقة فهو ترتيب في العموم والخصوص, جيث ان ليس كل رب ملك وليس كل ملك اله, وهذه كلها تجتمع في الله سبحانه وتعالى, فهو رب وملك واله, واضافة اسمه الى الانسان لأنه من مخلوقاته ومن اشرف المخلوقات.
الذي يُوَسوِسُ ,فالوسوسه في الأَصلِ: الحَرَكَةُ والاضْطِرابُ ,وسوسة الشيطان هي حركة روحانية خفية, يلقيها في نفس الانسان بواسطة جريانه منه مجرى الدم, والخناس من الخنس وهو السكوت والسكون, فالشيطان يتحرك ويسكن ,وفي الحديث:" إنَّ اِلشَّيطانَ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدمٍ، فإذا غَفَلَ عَن الذِّكرِ وَسوَسَ الشَّيطانُ، وإِذا ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَنَسَ ".والوسوسه إما أن تكون من الشيطان وإما أن تكون من الانسان.
ـ[أنامل الرجاء]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 05:18 ص]ـ
بارك الله فيك أيها الفاضل , ونفع الله بك , وبعلمك من علم له ومن لا علم له, وأسأله سبحانه وتعالى أن يزيدك من العلم أضعافا مضاعفة ومن العلوم الشرعية علوما, ومن الفهم فهما ثاقبا, ومن الخير صفوا لينا وئيدا.
أخي سليم إننا نحبكم في الله, والله شاهد على ما نقول.
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 03:45 م]ـ
وبارك الله فيك, وزادك ادباً وعلمًا, وظرافة لسانًا وبيانًا, وفصاحة كلمة وغزارة معنى, وأُحبك فيمن تحبني فيه.
وحياك الله.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 01 - 2006, 07:28 ص]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ".
هذه السورة تعتبر من قصار السور, ولكنها عظيمة في بيانها وبلاغتها, فنلاحظ أن الله عزوجل قد أضاف اسمه الى الناس على الترتيب: (رب, ملك, اله) وفيه بلاغة فائقة فهو ترتيب في العموم والخصوص,
حيث ان ليس كل رب ملك وليس كل ملك اله, وهذه كلها تجتمع في الله سبحانه وتعالى, فهو رب وملك واله,
والوسوسه إما أن تكون من الشيطان وإما أن تكون من الانسان.
أولاً: كيف ترتب العموم والخصوص هنا يا أخي سليم فأنك لم توضح؟
ثانياً: ماذا يسمى هذا الذكر رب الناس، ملك الناس، اله الناس في البلاغة؟
ثالثاً: الوسواس، معرفة بأل التعريف، وهي تفيد وسواساً بعينه، وهو الشيطان، ومن هم من ابناء جنسه فقط، فأل التعريف للجنس، أي من جنسه، وهم الشياطين فكيف تضيف الوسوسة للإنسان (اي تكون من الإنسان كما قلت)؟
فما رأيك يا سليم؟
ـ[سليم]ــــــــ[01 - 01 - 2006, 08:44 م]ـ
السلام عليكم
أهلاً أخي الحبيب ,قال الزمخشري في تفسيره الكشاف: فكأنه قيل: أعوذ من شر الموسوس إلى الناس بربهم الذي تملك عليهم أمورهم، وهو إلاههم ومعبودهم، كما يستغيث بعض الموالي إذا اعتراهم خطب بسيدهم ومخدومهم ووالي أمرهم. فإن قلت: ملك الناس، إله الناس، ما هما من رب الناس؟ قلت: هما عطف بيان، كقولك: سيرة أبي حفص عمر الفاروق: بين بملك الناس، ثم زيد بياناً بإله الناس، لأنه يقال لغيره: رب الناس، كقوله: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله" التوبة 31 وقد يقال: ملك الناس. وأما إله الناس فخاص لا شركة فيه، فجعل غاية للبيان. فإن قلت: فهلا اكتفى بإظهار المضاف إليه الذي هو الناس مرة واحدة؟ قلت: لأن عطف البيان للبيان، فكان مظنة للإظهار دون الإضمار الوسواس اسم بمعنى الوسوسة، كالزلزال بمعنى الزلزلة. وأما المصدر فوسواس بالكسر كزلزال. والمراد به الشيطان، سمي بالمصدر كأنه وسوس في نفسه، لأنها صنعته وشغله الذي هو عاكف عليه: أو أريد ذو الوسواس. والوسوسة: الصوت الخفي. ومنه: وسواس الحلي. والخناس الذي عادته أن يخنس، منسوب إلى الخنوس وهو التأخسر كالعواج والبتات، لما روي عن سعيد بن جبير: إذا ذكر الإنسان ربه خنس الشيطان وولي، فإذا غفل وسوس إليه. الذي ويوسوس يجوز في محله الحركات الثلاث، بالجر على الصفة، والرفع والنصب على الشتم، ويحسن أن يقف القارئ على، الخناس وبيتدئ الذي يوسوس على أحد هذين الوجهين. من الجنة والناس بيان للذي يوسوس، على أن الشيطان ضربان: جنى وإنسي، كما قال: "شياطين الإنس والجن" الأنعام 112 وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال لرجل: هل تعوذت بالله من شيطان الإنس؟ ويجوز أن يكون من متعلقاً بيوسوس، ومعناه: ابتداء الغاية، أي: يوسوس في صدورهم من جهة الجن ومن جهة الناس، وقيل: من الجنة والناس بيان للناس، وأن اسم الناس ينطلق على الجنة، واستدلوا بنفر ورجال في سورة الجن. وما أحقه؛ لأن الجن سموا جنا لاجتنانهم، والناس ناساً لظهورهم، من الإيناس وهو الإبصار، كما سموا بشراً؛ ولو كان يقع الناس على القبليلين، وصح ذلك وثبت: لم يكن مناسباً لفصاحة القرآن وبعده من التصنع. وأجود منه أن يراد بالناس: الناسي، كقوله: "يوم يدع الداع" القمر 6 وكما قرئ: "من حيث أفاض الناس" البقرة 199 ثم يبين بالجنة والناس؛ لأن الثقلين هما النوعان الموصوفان بنسيان حق الله عز وجل.
ولك الحكم الان ,الذي يوسوس إما أن يكون جنيًا وإما أن إنسيًا.