[إبلاغ المتكلم غايته بحسن إفهام السامع ...]
ـ[فؤاد البابلي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 07:43 ص]ـ
غرض كل فرد من الناس إذا تكلم أو كتب، أن يوصل ما يريد أن يتحدث عنه إلى السامع والقارىء وهذا الذي يريده المتكلم قد يكون فكرة يريد من المرء أن يفهمها أو قد يكون شعوراً يريد منه أن يحس به، وقد يكون عاطفة يريد منه أن يشاركه التأثر بها، وقد يكون ذلك كله مجتمعاً في وحده متكامله. وتختلف قدرة الأفراد على التعبير عما في نفوسهم بحسب اختلاف ظروفهم الثقافية والنفسية والصحية والاجتماعية. وتختلف أيضاً أهداف الأفراد من الكلام، أو الكتابة فإذا أراد المتكلم أن يوصل فكرة ما إلى السامع دون أي هدف فإنه يقول ما يريد بصورة مباشرة وبكلمات لأغراض له منها سوى أداء المعنى، وهذا هو الكلام العادي الذي يتعامل به الناس في شؤون حياتهم اليومية في كل مجالات الحياة، سواء في البيت أو في المدرسة أو في الجامعة أو في الوظيفة أو في المصنع وما إلى ذلك من مرافق الحياة. وإذا كان غرض الكلام، أو الكتابة توضيح الحقائق العلمية وشرحها فإن ذلك يدعو إلى استخدام الأسلوب العلمي القائم على عرض الفكرة وتحليلها والتدليل عليها والاقتناع بها بمثل ما هو معروف من خصائص الأسلوب العلمي وموضوعاته، وهناك شروط لا بد أن تتوافرتتحقق كي يتمكن الأديب من نقل أفكاره إلى الآخرين بأسلوب جميل مؤثر وهي شروط يسيره يتوصل إليها الأديب بطبعه قبل أن يتعرفها في كتب النقد والبلاغه. فكل أدبي هو في الحقيقة مجموعة من الكلمات يؤلف الأديب فيما بينهما لتصبح جملاً وعبارات وفقرات، وتتوالى الفقرات لتؤلف موضوعاً أدبياً متكاملاً. قصة أو مقالاً أو بحثاً أو خاطرة أوغير ذلك من فنون النثر أو بيتاً من الشعر أو قصيدة أو مسرحية شعرية أو غير ذلك من فنون الشعر، وليس في اللغة كلمات غير أدبية أو كلمات للنثر وأخرى تصلح للشعر ...
أما الكلمة تظل وحدة لغوية صغيرة إلى أن يأخذها الأديب فيؤلف منها ومن غيرها موضوعاً معيناً والسياق اللغوي هو الذي يحدد ما إذا كان الموضوع علمياً أو أدبياً وما إذا كان الأديب موفقاً ومؤثراً في عمله الأدبي أم لا. وتختص البلاغة بالبحث في طرائق تقديم المعنى ولها في ذلك فروع ثلاثة: البيان والمعاني والبديع.
فالبلاغة: تأدية المعنى الجليل واضحًا بعبارة صحيحة فصيحة لها في النفس أثر خلاب، مع ملائمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه والأشخاص الذين يخاطبون. فالبلاغة هي إبلاغ المتكلم غايته بحسن إفهام السامع.
تنقسم البلاغة إلى ثلاثة علوم:
علم المعاني: هو علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مقتضى الحال، ومنه الخبر والإنشاء والتقديم والتأخير والقصر وغيرها.
علم البيان: هو علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه، ومنه التشبيه والاستعارة والمجاز والكناية وغيرها.
البديع: علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية الكلام لمقتضى الحال ورعايته ووضوح الدلالة ومنه الجناس والطباق والسجع وغيرها.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 07:07 م]ـ
الأخ الكريم فؤاد البابلي ..
نرحب بك في منتديات الفصيح ..
ونسأل الله لك السداد في القول والأفعال ..
ولدي سؤال:
ماذا تقصد في قولك:
وليس في اللغة كلمات غير أدبية أو كلمات للنثر وأخرى تصلح للشعر ... ؟