تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الاحتباك .. ما هو؟]

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 12 - 2005, 06:40 م]ـ

الاحتباك: هو أن يُحذف من الأوائل ما جاء نظيره أو مقابله في الأواخر، ويُحذف من الأواخر ما جاء نظيره أو مقابله في الأوائل.

ومأخذ هذه التسمية من الحَبْك، وهو الشدّ والإحكام، وتحسين أثر الصنعة في الثوب، فحبك الثوب هو سدّ ما بين خيوطه من الفُرج وشدّه وإحكامه إحكاماً يمنع عنه الخلل، مع الحسن والرونق.

وبيان أخذ هذه التسمية من حَبْكِ الثوب أن مواضع الحذف من الكلام شُبّهت بالفُرَج بين الخيوط، فلمّا أدركها المتدبّر البصير بصياغة الكلام، الماهر بإحكام روابطه، وأدرك مقابلاتها، تنبّه إلى ملء الفُرَج بأمثال مقابلاتها، كما يفعل الحائل حينما يُجري حبكاً محكماً في الثوب الذي ينسجه.

ومثال على ذلك من قول الله عزّ وجلّ: " قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ " (آل عمران: 13).

حيث نلاحظ في الآية الكريمة حذفاً من الأوائل لدلالة ما في الأواخر، وحذفاً من الأواخر لدلالة ما في الأوائل، وهذا من بدائع القرآن وإيجازه الرائع.

إن إبراز المحاذيف يتطلّب منا أن نقول: " قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ " مُؤْمِنَةٌ " تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ " فِئَة " أُخْرَى كَافِرَةٌ " تقاتل في سبيل الطاغوت " يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ "

فتحقّق الاحتباك بدلالة ما في الأوائل على المحذوف من الأواخر، ودلالة ما في الأواخر على المحذوف من الأوائل.

هل من أمثلة أخرى؟

ـ[أبو سنان]ــــــــ[10 - 12 - 2005, 09:27 م]ـ

:::

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحسنت أخي لؤي الطيبي وللإضافة فهو يعتبر من ألطف أنواع البديع وأبدعها وسماه بعض أهل فن البلاغة (الحذف المقابلي)

قال الأندلسي في شرح البديعية: من انواع البديع الاحتباك وهونوع عزيز وهوأن يحذف من الأول ما اثبت نظيره في الثاني ومن الثاني ما اثبت نظيره في الأول كقوله تعالى {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق} الآية التقدير: ومثل الأنبياء والكفار كمثل الذي ينعق والذي ينعق به فحذف من الأول الأنبياء لدلالة الذي ينعق عليه ومن الثاني الذي ينعق به لدلالة الذين كفروا عليه.

وقوله {وادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء} التقدير تدخل غير بيضاء واخرجها تخرج بيضاء فحذف من الأول تدخل غير بيضاء ومن الثاني واخرجها.

وقال الزركشي: وهوان يجتمع في الكلام متقابلان فيحذف من كل واحد منهما مقابله لدلالة الآخر عليه كقوله تعالى ام يقولون افتراه قل ان افتريته فعلى اجرامي وانا بريء مما تجرمون التقدير: ان افتريته فعلى اجرامي وانتم براء منه وعليكم اجرامكم وانا بريء مما تجرمون. وقوله {ويعذب المنافقين ان شاء او يتوب عليهم} فلا يعذبهم.

وقوله {فلا تقربوهن حتى يطهرن}.

{فاذا تطهرن فاتوهن} اي حتى يطهرن من الدم ويتطهرن بالماء فاذا طهرن وتطهرن فاتوهن.

وقوله {خلطوا عملًا صالحًا واخر سيئًا} اي عملًا صالحًا بسيء واخر سيئًا بصالح.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 12 - 2005, 02:18 م]ـ

الأخ الفاضل أبا سنان ..

جوزيت خيراً على هذا البيان ..

ثم ما تقول - حفظك الله - في قوله تعالى: " لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ " (يس: 40)؟ فهل هذه الآية الكريمة من الاحتباك؟

ـ[أبو سنان]ــــــــ[12 - 12 - 2005, 12:00 ص]ـ

:::

بارك الله فيك أخي لؤي

أنا لا أرى في هذه الآية أسلوب الاحتباك

والله أعلم

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 12 - 2005, 02:38 ص]ـ

أخي العزيز أبا سنان ..

ألا ترى أنه نفى أولاً إدراك الشمس لقوتها دليلاً على ما حذف من الثانية من نفي إدراك القمر للشمس، وذكر ثانياً سبق الليل النهار لما له من القوة بما يعرض من النهار فيغشيه دليلاً على حذف سبق النهار الليل أولاً؟

ـ[د. عدنان الاسعد]ــــــــ[10 - 01 - 2007, 05:55 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني ساحاول في هذه المنتديات عرض بعض التفاصي حول موضوع الاحتباك عله يفيد الدارسين في مجال البلاغة القرانية ونبدا بالمدخل:

تقوم هذه الدراسة على كشف الحجب عن نوعٍ نفيسٍ من أنواع الحذف في اللغة العربية الكريمة ذكره بعض العلماء والمفسرون في كتبهم دون تفصيل وتبيين.

ج

فقامت هذه الدراسة على جمع هذه النتف القليلة التي وردت في كتب أهل البلاغة والتفسير , وفهم الآلية التي يقوم عليها هذا النوع من الحذف , ومن ثمَّ طبقنا هذه الآلية على القران الكريم , فكانت دراستنا (الإحتباك في القرآن الكريم: رؤية بلاغية) وكان اختيارنا للتطبيق في القرآن الكريم عن قصدٍ ليكتمل عقد المنفعة ببركة هذا الكتاب الكريم , وللاحاطة بأنواع هذا النوع من الحذف , حيث عُلِمَ هذا المفهوم من خلال تفسير بعض آيات القران , فهو علمٌ قراني في بداية أمره لذلك فإن اختياره في القران يزده شرفاً وتبياناً ورفعةً وسماءً.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير