أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً
ـ[أبو سارة]ــــــــ[05 - 11 - 2005, 12:13 م]ـ
السلام عليكم
قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} الحجرات12
سمعت على لسان أحد الخطباء بأن معنى قوله (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً) هو: هل يحب أحدكم أن يكون كلبا! وعلل الخطيب هذا المعنى بقوله: لأنه لايوجد على البسيطة من يفعل ذلك من المخلوقات إلا الكلب! (أجلكم الله).
والسؤال: ماحقيقة هذا التوجيه، وهل له أصل صريح عند أحد من المفسرين؟
ودمتم سالمين
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 12:27 ص]ـ
شيخنا أبا سارة، السلام عليكم، وكل عام وأنتم إلى طاعة الله أقرب.
{أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ}
في هذه الآية الكريمة، وفي هذا الجزء بالذات، توجد مقارنة، والمقارنة معقودة بين، أكل لحم الميت، وهو لا يُحس طبعاً بذلك، أي الميت، وفيها تشبيه لحال المُغتَابِ، حيث لا يُحس بالغيبة، ثم السؤال الإستفساري عن من يُحب أكل لحم الإنسان الميت، وفي هذا تقزيز، حيث أن أيٍ منا لا يقوى على ذلك. طبعاً لا أحد.
ثم قوله تعالى فكرهتموه تبياناً للجبلة المفطور عليها الناس حيث أنهم يكرهون بالجبلة من يفعل ذلك.
أما تشبيه من يفعل ذلك بالكلب.
فلم اجدها لدى المفسرين الذين طَوفتُ بعقولهم، لم أجد هذا التشبيه بالكلب.
ومن ناحية أخرى، فإن الكلب يأكل الجيفة، وكثير من الحيوانات الأخرى، ولكن الكلب قد يكون أشهرها. فلا يصح المثال.
ومن ناحية أخرى، فالكلب أجلكم الله، يستلذ على أكل الجيفة، وهذا من جبلته خِلافاً للإنسان.
وعليه فلا يصح التشبيه.
وأزيدك أخي من الشعر بيت:
وهو أن تشبيه الإنسان بالكلب فيه حطٌ من قدره، ولم يعمد إليه القرآن إلا في حالة الكفار، حيث وصفهم الله فقال {إن هم إلا كالأنعام بل أضل سبيلا}.
والله أعلم