تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل هناك تناقض؟]

ـ[محمود محمد]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 09:07 ص]ـ

السلام عليكم

من أهم الأدلة التي نستدل بها على أن القرآن كلام الله، وليس من صنع محمد، صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله كان أميا، فكيف يمكن له أن يكتب ذلك القرآن مع ما فيه من فصاحة وبلاغة؟ ولكننا عندما نتحدث عن الحديث النبوي الشريف نقول: إن الرسول هو أفصح العرب، لهذا فأحاديثه تحتل مرتبة عالية من مراتب الفصاحة والبلاغة. وسؤالي، الذي سألني إياه أحد غير المسلمين، هو: أليس هناك تناقض بين القولين؟

جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم

والسلام عليكم

ـ[أبو سنان]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 04:40 م]ـ

أخي الحبيب محمود محمد

وأسال الله سبحانه وتعالى أن تكون محمود النبي محمد عليه الصلاة والسلام يوم القيامة أولا أعتب عليك أنك ذكرت في سؤلك (محمد) عليه الصلاة والسلام بدون أن تصلي عليه فأنت بإذن الله لست من البخلاء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البخيل الذي من ذكرت عنده فلم يصل علي" صحيح، وفي رواية: "من ذكرت عنده فلم يصل علي فذلك أبخل الناس".

فلذا أردت أن أذكرك فأن الذكرى تنفع المؤمنين.

ثانيا: بالنسبة لما ذكرت في سؤالك حول التناقض الذي راه صديقك المسيحي هو عار عن الصحة فبلاغة القران ليست في لفظه فقط بل في شكله وعباراته وحروفه وكذلك في إحاطته بعلوم ومعارف وأسرار وأخبار ما سبقننا وما سوف ياتي وكذلك الدقة اللغوية والبلاغية وهو مما لا يدخل فى قدرة بشر أن يؤلفه.

فإذا أضفنا الى ذلك أن محمدا عليه الصلاة والسلام كان أميا، لا يقرأ ولا يكتب ولم يتعلم فى مدرسة ولم يختلط بحضارة، ولم يبرح شبه الجزيرة العربية، فإن احتمال الشك واحتمال إلقاء هذا السؤال يغدو مستحيلا.

وإذا نظرنا إلى القرآن في حياد وموضوعية فسوف نستبعد تماما أن يكون محمد عليه الصلاة والسلام هو مؤلفه.

أولا: لأنه لو كان مؤلفه لبث فيه همومه وأشجانه، ونحن نراه فى عام واحد يفقد زوجه خديجة وعمه أبا طالب ولا سند له فى الحياة غيرهما .. وفجيعته فيهما لا تقدر .. ومع ذلك لا يأتي لهما ذكر فى القرآن ولا بكلمة .. وكذلك يموت ابنه إبراهيم ويبكيه، ولا يأقى لذلك خبر فى القرآن .. القرآن معزول تماما عن الذات المحمدية.

بل إن الاية لتأتى مناقضة لما يفعله محمد وما يفكر فيه .. وأحيانا تنزل الاية معاتبة له كما حدث بصدد الأعمى الذى انصرف عنه النبى إلى أشراف قريش:

"عبس وتولى. أن جاءه الأعمى. وما يدريك لعله يزكى. أو يذكر فتنفعه الذكرى، 1 - 4 عبس

وأحيانا تنزل الاية فتنقض عملا من أعمال النبى:

" ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض، تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم. لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم" 67 - 68 - الأنفال

وأحيانا يأمر القرآن محمد بأن يقول لأتباعه ما لا يمكن أن يقوله لو أنه كان يؤلف الكلام تأليفا:

" قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم" 9 - الأحقاف

لا يوجد نبى يتطوع من تلقاء نفسه ليقول لأتباعه لا أدرى ما يفعل ب ولا بكم .. لا أملك لنفسى ضرا ولا نفعا .. ولا أملك لكم ضرا ولا نفعا. فإن هذا يؤدى إلى أن ينفض عنه أتباعه.

ثانيا: ان الله ذكر ان لو كان القرآن من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا

و لا يوجد تناقض او اختلاف فى القرآن بل تكامل و تناغم جميل لكتاب كانت اياته تترى طوال 23 سنة فكانت أول آية فى جمال و قوة آخر آية.

ثالثا: فالقرآن أخبر بأمور غيبية ستحدث مستقبلا فمنها ما تحقق فى حياة الرسول و منها ما تحقق بعد وفاته صلى الله عليه و سلم و منها ما نحن فى انتظار تحقيقه.

وأنظر اخي الكريم ماذا قال عنه الحبيب عليه أفصل الصلاة والسلام قال: " كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله تعالى ومن ابتغى الهدى في غيره اضله الله تعالى وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذى لا تزيع به الاهواء ولا تلتبس به الالسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه " أخرجه الترمذي

وأخيرا أخي العزيز أنصحك بقراءة كتاب ((حوار مع صديقي الملحد))

لمصطفى محمود.

ـ[سليم]ــــــــ[03 - 12 - 2005, 12:12 ص]ـ

السلام عليكم

أخي الكريم (أبو سنان) , بارك الله فيك على إجابتك, وتصديك للموضوع, وأقول للأخ محمود محمد, إن الشق الاول من السؤال هو أكبر دليل على أن القرآن من عند الله عزوجل, لأن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان أُميًا لا يعرف كتابةً ولا قراءة ,قد جاء القرآن متحديًا العرب قاطبة أن يأتوا ولو بسورة من مثله, وهذا التحدي جارٍ الى يوم القيامة وينطبق على كل العرب قديمًا وحديثًا ,ولم يأت أحد ويزعم أنه قد جاء بما يضاهي به القرآن.

وأما قول صاحبك بأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال فصيح الحديث وبليغه, فذلك لأن العادة جرت عند العرب أن يرسلوا ابناءهم الى البادية ليكتسبوا قوة بنيانية وفصاحة لسان وبلاغة بيان. كما وأن جل الشعراء الفحل والذين يُعتد بلغتهم كانوا أُميين لا يعرفون الكتابة ولا القراءة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير