تَكُونُ لَنَا عِيداً
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 01 - 2006, 12:33 ص]ـ
مرة واحدة فقط، وفي آية واحدة من آيات القرآن الكريم وردت كلمة (عيد)، لكأن ذلك يدلّ دلالة كاشفة على دلالتها. فالعيد يأتي في العام مرة أو مرتين. ولعل ذلك يستشف أيضاً من أنها وردت منفردة، ولم ترد على صيغة الجمع.
لقد وردت كلمة (عيد) في القرآن الكريم بالمعنى الذي كانت تحمله في العصر الجاهلي. والعيد ما يحتاج المرء من شوق ومرح أو من همّ وحزن. وكلتا الدلالتين وردت في الشعر الجاهلي والشعر الإسلامي.
قال تأبط شراً:
يا عيد ما لك من شوق وإيراق
ومرّ طيف على الأهوال طرّاق
وهو هنا يتحدّث عمّا يعتاده من الهمّ والشوق.
وقال يزيد بن الحكم:
أمسى بأسماءَ هذا القلبُ معموداً
إذا أقول صحا يعتاده عيداً
وهو هنا يمدح سليمان بن عبد الملك.
ومرور العيد على المرء يجعله عادة في حياته، وقد استعمل العرب العيد بمعنى العادة، قال أحد الشعراء: عاد قلبي من الطويلة عيد.
ثم صار العيد - لكثرة استعماله في السرور والمرح - يعني اليوم السعيد الذي يمرّ على الناس كل عام في وقت محدّد أو في مناسبة معروفة.
قال المتنبي:
عيد بأيّة حال عدت يا عيد
بما مضى أم لأمر فيك تجديد
أما الآية القرآنية التي ذكرت كلمة (العيد)، فهي تشعر بأن العيد مناسبة سعيدة تستمرّ من عصر إلى عصر، من الأولين الذين صنعوها إلى الآخرين الذين يتابعونها.
قال عزّ وجلّ: " قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ".
وعندما يرتبط العيد بمعنى قرآني فينبغي ألا يغفل الناس عن معناه ودلالته، فالعيد في الآية الكريمة مرتبط بآية من آيات الله ..
فإذا كان العيد يوماً من أيام الله، وإذا كان في حياة المسلمين يوماً يتجدّد في قلب المسلم، ويجدّد فيه إشراقة الإيمان وصفاء اليقين، فينبغي على المرء ألا يقضي العيد إلا بما يرضي الله عزّ وجلّ من طاعة وعبادة وصلة رحم ..
وكل عام وأنتم بخير ..
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 01 - 2006, 10:44 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي لؤي على هذه اللفتة وبمناسبة عيد الاضحى المبارك, أعاده الله علينا باليمن والخير والبركة والنصر المؤزر.