تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قال تعالى"أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا"*]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 02:04 م]ـ

قال تعالى"أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا"* (الفرقان43)

يجوز للإنسان أن يتخذ إلهه هواه، ولا يجوز له أن يتخذ هواه إلهه، ولكن ما دام الأمر كذلك، فلماذا يستنكر الله تعالى ويتعجب ممن يتخذ إلهه هواه؟؟

في الاّية تقديم وتأخير، والذي يدل على ذلك هو الاستفهام الاستنكاري التعجبي، والأصل فيها الجملة التالية" أرأيت من اتخذ هواه إلهه"

وعند إعراب هذه الاّية نقول: إلهه: مفعول به ثان رغم تقدمها، وهواه: مفعول به أول، رغم تأخرها، وهذا الإعراب نابع من منزلة المعنى بين الفعل والمفعولين، فالهوى: مفعول به أول لأنها في الأصل مبتدأ، وإلهه: مفعول به ثان لأنها في الأصل خبر عن المبتدأ.

ولكن لم جاء هذا العدول؟ تم العدول عن الأصل للهدف المعنوي، لأن الله تعالى يستنكر ويتعجب من الصفة التي اتُّخِذ عليها هذا الهوى، وهي صفة الألوهية، لأن الله أكبر من أن يكون هوى، والهوى أقل شأنا من أن يكون إلها، ولا يتعجب من الشيء المتَّخَذ،،ولو أن هذا الإنسان اتخذ هواه شيئا اّخرغير الإله فقد يكون مقبولا، أما أن يتخذه إلها فهذا هو العجب بعينه، ولو أن الله سبحانه أراد أن يتعجب من اتخاذ الهوى لقال: أرأيت من اتخذ هواه إلهه!.

وهذا مثل قولنا: اتخذ قدوة زيدا! أي أن صفة القدوة ليست هي الصفة الملائمة التي يمكن اتخاذ زيد عليها، فالتعجب انصب على كونه قدوة أو على الصفة التي اتُّخذ عليها، ولو أنه اتُّخذ على غير هذه الصفة لما كان هناك عجب، ولهذا تقدمت الصفة التي تم اتخاذ زيد عليها والتي هي مثار العجب نحو الفعل والهمزة التي تفيد التعجب والاستنكار،،وإن أردنا التعجب من المتخَذ لقلنا: اتخذ زيدا قدوة! وهذا يعني أن زيدا ليس بالشخص الملائم ليكون قدوة.

والله أعلم

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 08:47 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الأخ عزام ..

قلت - حفظك الله: في الآية تقديم وتأخير، والذي يدل على ذلك هو الاستفهام الاستنكاري التعجبي، والأصل فيها الجملة التالية: " أرأيت من اتخذ هواه إلهه " .. ثم بيّنت أن العدول عن هذا الأصل جاء لحكمة، وهي الهدف المعنوي: " لأن الله تعالى يستنكر ويتعجب من الصفة التي اتُّخِذ عليها هذا الهوى، وهي صفة الألوهية، لأن الله أكبر من أن يكون هوى، والهوى أقل شأنا من أن يكون إلها، ولا يتعجب من الشيء المتَّخَذ، ولو أن هذا الإنسان اتخذ هواه شيئا آخرغير الإله فقد يكون مقبولا، أما أن يتخذه إلها فهذا هو العجب بعينه ".

وسؤالي هو: هل يمكننا اعتبار تقديم (إلهه) على (هواه) لإفادة القصر؟ أي: لم يتخذ إلهاً إلا هواه بقصر صفة الألوهية على الهوى؟

لأنا لا نرى في العبارة تشبيهاً للهوى بالإله، بل إن هذا - الكافر - عبد هواه لا على معنى تشبيهه بالإله، بل على أنه الإله نفسه ..

ولو سلمنا أن في العبارة تشبيهاً للزم أن هذا الكافر يؤمن بالله .. وكل ما في الأمر أنه يشرك هواه مع الله في الألوهية، وهذا لا يساعد عليه المقام، وبخاصّة عندما نحمل التركيب على القصر؟!

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[09 - 11 - 2005, 11:04 ص]ـ

أخي لؤي:

الكفار يعترفون بوجود الله ولكنهم يشركون معه غيره في الألوهية، فهم معترفون بوجود الله ولكنهم لا يعترفون بإمكانية حصول علاقة مباشرة بينهم وبين الله تعالى، ولهذا عبدوا الأصنام لتقربهم إلى الله زلفى، ومن هنا، فهم لا يقصرون الألوهية على الأصنام والهوى.

كما قال تعالى قبل هذه الاّية "إن كاد ليضلنا عن اّلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من هو أضل سبيلا" وهذا يعني أنهم في ضلال، فالرسول يقول لهم: هذا أصنام وليست باّلهة ولكنهم مصرون على كونها اّلهة، فهم صنعوا من هواهم اّلهة، وهي لا تستحق أن تكون اّلهة، ولهذا وصفهم الله تعالى بالأنعام بل هم أضل سبيلا، وضلال سبيلهم ليس من قصر الألوهية على الهوى ولكن من اتخاذهم إلها ما لا يستحق أن يكون إلها.

والله أعلم

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 11 - 2005, 02:02 م]ـ

ليس التعجب والإستنكار في قوله تعالى (أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا"* (الفرقان43) منصبا على من يتخذ الهوى إلها---فليس من عاقل يتخذ الهوى إلها

إنما الموضوع إستنكار على من يكون إلهه بحسب الهوى--أي يعبد إلها ليس لكونه يستحق أن يعبد--بل لأنّ هواه دعاه إلى عبادته

إذن

ليس في الآية تقديم وتأخير--إنّما فيها حذف جار وهو الباء لأن المعنى

(أرأيت من اتخذ إلهه بهواه) أو " بحسب هواه"

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 02:15 م]ـ

أخي جمال: أولا: كل شيء جائز مع التقدير، ولكن ما لا يحتاج إلى تقدير أولى مما يحتاج إلى تقدير.

ثانيا: الهوى هو المحبوب، ويمكن للإنسان أن يعبد محبوبه أيا كان هذا المحبوب، مالا أو صنما ....... إلخ.

ثالثا: قولنا: اتخذ إلهه بحسب هواه، يشير إلى الكيفية وليس إلى المتَّخذ، والإنسان قد يتخذ الله إلها بحسب هواه، لأنه يهوى الله، وعندها، لن يكون هناك مجال للتعجب أو الاستنكار.

والله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير