" شَجَرَةُ الزَّقُّومِ "وروؤس الشياطين"
ـ[سليم]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 11:34 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:"أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ*إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِى أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ".
في هذه الايات بين لنا الله عزوجل أن طعام اهل النارهو شجر الزقوم, ووصف هذه الشجرة بروؤس الشياطين, ورغم انهم لا يعرفون شكل الشياطين ,لماذا انتهج هذا الوصف وتحت اي اسلوب يندرج؟؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 11 - 2005, 03:09 ص]ـ
أخي الكريم سليم ..
حسبتك ستسأل عن كيف يكون في النار نبت وشجر، والنار تأكلهما؟
ذلك أن بعض الملاحدة الطاعنين في القرآن العظيم قالوا في الآية: كيف يكون في النار شجرة، والنار تأكل الشجر؟
أما بالنسبة لمسألتك فإنها بسيطة إن شاء الله ..
ففي قوله تعالى: " طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ " استعير الطلع - وهي النخلة - لما تحمله شجرة الزقوم وشبّهه برؤوس الشياطين. وذلك في تناهي الكراهة وقبح المنظر.
والعرب من عادتهم تشبيه قبيح الصورة بالشيطان، فيقولون: كأنه وجه شيطان أو رأس شيطان. وذلك لاعتقادهم أن الشيطان شرّ محض فهو مرتسم في خيالهم على أشنع صورة.
فمصطلح الشيطان معروف مشهور قبل نزول القرآن الكريم. حتى إن العرب قالوا لكل منفرد بقوته وجلده، قوي مستقل بنفسه، منهمك في أمره - شيطان. وقد سمّوا بعض رجالهم المعروفين بهذه الصفات شيطاناً، منهم شيطان بن مدلج من بني جشم، وشيطان بن الحكم، والشيطان بن بكر بن عوف من أجداد علقمة، وبنو شيطان من كندة.
وقد وردت هذه الصيغة ذاتها في أشعارهم، ومن ذلك قول ضابيء بن الحارث يصف ناقته:
كأن بها شيطانة من نجائها --- إذا واكف الذفرى على الليث شُلشلا
وأنشدوا لرجل يذمّ امرأته:
عنجرد تحلف حين أحلف --- كمثل شيطان الحماط أعرف
وقال شاعر آخر يصف ناقته:
تلاعب مثنى حضرمي كأنه --- تمعُجُّ شيطان بذي خِروع قفر