تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قراءة في إعجاز القرآن]

ـ[أمين نايف ذياب]ــــــــ[18 - 10 - 2005, 04:46 م]ـ

:; allh قراءة في إعجاز القرآن

المقدمة

هدف هذه القراءة

تهدف هذه القراءة إلى إعادة بناء الفكر الإسلامي في موضوع خطير جدا، هو موضوع إعجاز القرآن، ذلك أن الإعجاز يتعرض الآن لقراءات جديدة؛ بحجة تطور المعرفة؛ وتطور العلم من جهة أخرى، وبدعوى عدم توقف المعرفة عند الماضين من جهة ثانية، ويستشهد دعاة عدم التوقف عند الماضين بالآيات المنددة بالتوقف عند ما ورثوه عن الآباء، وهذه هي الآيات: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ) (البقرة:170) وقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ} (المائدة:104) وقوله: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ} (يونس:78)) وقال تعالى: {قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ} (الأنبياء:53) وقوله {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} (الشعراء:74) وقال أيضا {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} (لقمان:21) ومثلها قوله تعالى: {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} (الزخرف:22) وفي آية قال: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} (الزخرف:23).

ويعلم القارئ للقرآن وجود آيات متعددة في هذا الموضوع غير هذه الآيات، والغريب كل الغرابة أنهم في حالة إصرار على التمحور حول موروث الفرقة والمذهب، في كثير من قضايا الفكر الإسلامي، ومواضيع الإيمان، وكيفية أخذ الأحكام، ولهذا يمتنعون وبرفض فيه من الشدة والحدة والنظر بازدراء لمن يدعو لإعادة النظر في قضية خلق القرآن مثلا؛ فيرفضون إعادة النظر بالقول الموروث [بأن القرآن غير مخلوق] مع أنَّ قبول البحث بأنَّ القرآن معجزٌ دليلٌ واضحٌ بيِّنٌ على كون القرآن مخلوقا، فكل معجزة له تعالى مخلوقة، وكونه غير مخلوق ليس منطوقا به من الوحي، وليس مفهوما من دلالات أخرى غير دلالة المنطوق، بل هو مجرد مضاهاة لقول اليهود والنصارى في قدم الكلمة، فإن هؤلاء دعاة التجديد والإبداع والحداثة يقيمون الدنيا ولا يقعدونها، على فتح مثل هذه المواضيع، فلماذا تباينت مواقفهم؟ فهم مع جديد القول وليسوا مع إعادة النظر في مثل هذه المواضيع؟ ووقفوا لاهثين عند تقليد من لا يجوز تقليده! من منظومة الأئمة المعروفين.

من الضروري التفريق بين المعرفة النامية باستمرار ـ وهذا النمو مطلوب وضروري، وهو شرط من شروط تقدم المعرفة ـ وبين القطيعة المعرفية الملغية للماضي المعرفي؛ وبناء مدلولات تأسيسية جديدة للمعرفة ـ وهذه تصلح جزئيا لبعض نظريات العلم ـ ولكنها لا تصلح للمعرفة في قضايا الأنسنة، أو مجموعة القيم، أو المدركات المبنية على عالم الشهادة، أي [مواضيع الإيمان الأساسية والضرورية] ولا يجوز أي محاولة للتجديد المعرفي تمحلا وبهتانا ومنكرا وزورا، {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً} ولا يصح التوقف المعرفي عند الماضي، أو التحريف للمعرفة باسم هيمنة الكهنوت.

اعتماداً على ما سبق، فإنَّ المطلوب هو نمو المعرفة؛ وليس غير ذلك؛ أي بقاء خيط متصل بين الماضي والحاضر، وغير ذلك هو ضياع الهوية؛ وعدم الإمساك بشرط التقدم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير