[تقديم الشفاعة والعدل في ايات البقرة ... لماذا؟]
ـ[سليم]ــــــــ[23 - 02 - 2006, 11:20 م]ـ
السلام عليكم
ورد في الآية 48 من سورة البقرة تقديم الشفاعة على العدل, يقول الله تعالى:"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (48) ",وفي نفس السورة وفي الآية 123يقدم العدل على الشفاعة حيث يقول الله عز وجل:"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122) وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (123) ",ورغم ان الايتين سابقتي اية الشفاعة والعدل تذكران بني اسرائيل ونعم الله عليهم.
لقد بحثت في كتب التفسير ولم اجد ضالتي ... فهل من منقذ؟ وجزاكم الله كل الخير.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[24 - 02 - 2006, 12:37 م]ـ
السلام عليكم أخي سليم
الضمير في (منها) وفي (منها) في الاّية الأولى يعود على النفس الأولى، التي تحاول تخليص غيرها، فهي تحاول أن تشفع أولا، لأن الأمر لا يهمها كثيرا، ثم تأتي مسألة الفداء ثانيا، فالمرحلة الثانية أغلى ثمنا من الأولى، ولهذا فهي تقدم الأرخص ثمنا.
أما الضميرفي (منها) وفي (تنفعها) في الأية الثانية فيعود على النفس الثانية التي ستذوق العذاب، والتي تحاول أن تفتدي نفسها بالأغلى عندها مقابل الخلاص مما هي فيه،
فكل نفس تقدم ما هو أهم عندها.
والله أعلم
ـ[سليم]ــــــــ[24 - 02 - 2006, 07:10 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي عزام, وبارك الله فيك على ردك ,واسأل الله ان لاتقطعنا انت كما فعل الآخرون ... ودمت
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[27 - 02 - 2006, 02:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيك أخي عزام على هذه اللفتة ..
ولا قطع الله أحداً من خير أخي سليم ..
على العموم قد يكون لتقديم قبول الشفاعة على أخذ الفدية في الأولى، وتأخيره في الثانية سبب آخر:
وهو أنه لمّا تقدّم في الآية الأولى قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ} [البقرة: 44]، والمأمور بالبرّ قد يأخذ به ويتمسّك بموجبه، فيسلم من العصيان، وتكون في ذلك نجاته. وإذا أمكن هذا فقد وقع الاهتداء بأمر هؤلاء الذين قيل لهم: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ}.
فهو مظنّة عندهم لرجائهم أن ينفع عند مشاهدة الجزاء الإحساني للمأمورين بالبرّ، حين قبلوا وامتثلوا أخذاً بظاهر حال الأمرين، وإن كانوا يبطنون خلاف ما يظهرون، وهذا جارٍ على مألوف طمع يهود. وقد ورد في ذكر المنافقين تعلّقهم في القيامة بقولهم للمؤمنين: {أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ} [الحديد: 14]، فطمع من زاد على كونه مع المتعلّق به أنه أمره فاقتدى بأمره، واهتدى المأمور لما بخلوصه أخذاً بظاهر ما صدر عن الآمر، وإن كان الأمر يبطن خلاف ما أمر به غيره.
وإذا تعلّق هؤلاء بمجرّد كونهم كانوا مع المؤمنين، فتعلّق من أمر بالبرّ زائد إلى كونه مع المأمورين، وإن كان أمره تظاهراً ورياء أمكن، إلا أن كل ذلك لا ينفع ما لم يكن إيمان مخلص.
فلتوهّم هؤلاء إمكان شفاعة من أمرهم بالبرّ وطمّعهم في ذلك كان آكد شيء نفي الشفاعة لهم لإمكان توهّمها.
أما في الآية الأخرى، فلم يتقدّم ما يستدعي هذا، فقدّم فيها ذكر الفئة التي هي أولى وأحرى في كمال التخلّص على ما عهد في الدنيا لو أمكنت.
والله أعلم بمراده
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[27 - 02 - 2006, 03:58 م]ـ
أخي لؤي:
حمدا لله على سلامتك، وجزاك الله خيرا.