تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ترتيب السور توقيفي (3)]

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[20 - 10 - 2005, 03:04 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فقد ثبت لدينا أن ترتيب الآيات ليس هكذا اعتباطاً، وأنه أمر توقيفي. ونكمل مشوارنا في هذه الحلقة الثالثة، فنضيف إليه ونقول: إن ما جرى في ترتيب السور لا يختلف عما جرى في ترتيب الآيات. وما حصل هنا إلا ما حصل هناك. فكما أن الآيات وُضعت في المصحف في مواضعها في أم الكتاب، فكذلك السور أيضاً ما وُضعت إلا في مواضعها منه. وكان جبريل عليه السلام هو الذي يحدّد للنبي صلى الله عليه وسلم مواضعها، ثم كان هو يحدّدها للصحابة.

فالمصاحف المتداولة في الأمّة ليست إلا على النسق الذي ترك النبي صلى الله عليه وسلم أمّته. وما جاء في بعض الروايات من أنه كان يوجد في بعض مصاحف الصحابة اختلاف في ترتيب السور فلا يبعد أن يكون ذلك من وضع الأعداء، ولا يبعد أن يكون من محاولات التشكيك في القرآن الكريم.

ونأخذ مثلاً عليّاً وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم، وهم من كبار الصحابة وعلماء القرآن، فهل يعقل أن يكون قد تمّ جمع القرآن وتدوينه في عهد أبي بكر - رضي الله عنه - ثم نسخه في عهد عثمان - رضي الله عنه - بدون أن يفتح لهم مجال لكي يسهموا فيه أو يطّلعوا عليه؟ وهل يعقل أن يرمى بأقوالهم عرض الحائط إن كانت لهم أقوال في نسق السور وترتيبها؟ ثم إذا تمّ الإجماع من الصحابة على هذا الترتيب، فهل يعقل منهم الإصرار على مخالفة إجماع الصحابة ومخالفة خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاحتفاظ بمصاحفهم المتغايرة في الترتيب للترتيب الثابت عند الجميع؟

تلك الملابسات تجعلنا نشكّ في صحّة الروايات التي توهم أنه كانت بأيدي بعض الصحابة مصاحف مخالفة لمصحف عثمان في الرسم والترتيب. ولو كان لعلي - كرّم الله وجهه - مصحفٌ مخالفٌ لمصحف أبي بكر وعثمان - رضي الله عنهما - في ترتيبه لعضّت عليه الشيعة بالنواجذ. ولكن الواقع أنه لم يعثر على هذا المصحف أحد وما رآه. ولقد رُوي عن محمد بن سيرين أنه قال: تطلّبت ذلك الكتاب وكتبتُ فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه.

ومن هنا نملك الجزم بأنه لم يكن في الأمّة قطّ قرآن غير هذا القرآن. ولم يُعرف له ترتيب غير هذا الترتيب. فإن هذا الترتيب من عند الله وليس من عند الناس، كما أن هذا القرآن من عند الله وليس من عند الناس.

وللإمام السيوطي نكتة لطيفة في هذا الباب، فإنه يستدلّ بنظم السور على أن ترتيبها توقيفي، يقول - رحمه الله: قلت: وما يدلّ على أنه توقيفي كون الحواميم رُتّبت ولاء وكذا الطواسين. ولم تُرتّب المسبحات ولاء. بل فُصل بين سورها. وفصل بين "طسم" الشعراء و"طسم" القصص بـ"طس" مع أنها أقصر منها. ولو كان الترتيب اجتهادياً لذُكرت المسبّحات ولاءً وأُخّرت "طس" عن القصص (الإتقان: ج1، ص63. وانظر: أسرار ترتيب القرآن، ص72).

وللإمام الزركشي أيضاً لفتة إلى هذا الجانب، حيث يقول: لترتيب وضع السور في المصحف أسباب تُطلع على أنه توقيفي صادر عن حكيم (البرهان، ج1، ص260).

ـ[حبيب]ــــــــ[21 - 10 - 2005, 01:35 ص]ـ

وهنا نضع بحثا شيقا وتحقيقا جميلا لصاحبه السيد الميلاني دام فضله


مراحل جمع القرآن:

المتحصّل من جميع الروايات الواردة في جمع القرآن أنّ مراحل الجمع ثلاث:
الاَُولى: بحضرة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) حفظاً وكتابةً، حيثُ حُفِظ في الصدور، وكُتِب على السطور في قراطيس وألواح من الرقاع والعسب واللخاف والاكتاف وغيرها. أخرج الحاكم بسند صحيح على شرط الشيخين، عن زيد بن ثابت، قال: «كنّا عند رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) نؤلّف ـ أي: نكتب ـ القرآن من الرقاع» (1)
الثانية: على عهد أبي بكر، وذلك بانتساخه من العسب والرقاع وصدور الرجال وجعله في مصحفٍ واحد.
الثالثة: ترتيب السور على عهد عثمان بن عفّان، وحمل الناس على قراءة واحدة، وكتب منه عدّة مصاحف أرسلها إلى الاَمصار، وأحرق باقي المصاحف.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير