تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كشف الكشاف 2]

ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[20 - 12 - 2005, 09:29 م]ـ

:::

{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا} في هذه الآية يسأل الله عز وجل موسى عمّا في يده وهو سبحانه وتعالى أعلم. فما القصد من السؤال؟ لعل في السؤال المعلوم إجابته، لفتة لطيفة. وهي أن الله سبجانه أراد أن لا يُفاجأ موسى بتحويل العصا إلى حيى دون سابق إنذار وإعلام.

وقد يكون غير هذا يقول الزمخشري:

إنما سأله ليريه عظم ما يخترعه عز وعلا في الخشبة اليابسة من قلبها حية نضناضة وليقرر في نفسه المباينة البعيدة بين المقلوب عنه والمقلوب إليه، وينبهه على قدرته الباهرة. ونظيره أن يريك الزراد زبرة من حديد ويقول لك: ما هي. فتقول: زبرة حديد، ثم يريك بعد أيام لبوساً مسرداً فيقول لك: هي تلك الزبرة صيرتها إلى ما ترى من عجيب الصنعة وأنيق السرد.**

وفي معرض إطنابه في إيراد المعاني اللغوية في تفسير (الحية) يقول:

فإن قلت: كيف ذكرت بألفاظ مختلفة: بالحية، والجان، والثعبان؟ قلت: أما الحية فاسم جنس يقع على الذكر والأنثى والصغير والكبير. وأما الثعبان والجان فبينهما تناف لأن الثعبان العظيم من الحيات، والجان الدقيق. وفي ذلك وجهان: أحدهما أنها كانت وقت انقلابها حية تنقلب حية صفراء دقيقة، ثم تتورم ويتزايد جرمها حتى تصير ثعباناً، فأريد بالجان، أول حالها، وبالثعبان مآلها. الثاني: أنها كانت في شخص الثعبان وسرعة حركة الجان. والدليل عليه قوله تعالى: "فلما رآها تهتز كأنها جان" النمل:10 وقيل: كان لها عرف كعرف الفرس. وقيل: كان بين لحييها أربعون ذراعاً.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير