تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ترتيب الآيات توقيفي (2)]

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[20 - 10 - 2005, 03:04 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فهذه هي الحلقة المفتوحة الثانية للتداول في مسألة جمع القرآن الكريم وترتيب سوره وآيه.

وهناك من صحيح الآثار ما يؤكّد لنا أن القرآن الذي بين أيدينا هو نفسه عند الله تعالى في أم الكتاب، وأن الصحابة رضي الله عنهم تلقّوه من نبيّهم بنظمه وترتيبه، ثم أدّوه إلينا كما أخذوه من غير تقديم فيه ولا تأخير.

وتلك الروايات توقفنا أمام الحقائق الآتية:

أولاً: ترتيب الآيات ليس من عند النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان جبريل عليه السلام هو الذي يحدّد لكل آية مكانها طبقاً لما في اللوح المحفوظ. ثم هو الذي كان يعلمه بنهاية السورة إذا انتهت.

ثانياً: كان من شدّة محافظة النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الترتيب أنه كان يملي الوحي على كتّابه ويعلمهم بمكانه بعدما ينجلي عنه مباشرة.

ثالثاً: التزم الصحابة رضي الله عنهم بهذا الترتيب التزاماً كاملاً.

رابعاً: كان هذا الترتيب مألوفاً للجميع. ولذلك نرى النبي صلى الله عليه وسلم يكتفي بالإشارة، فيقول: "آخر سورة البقرة" أو "أول سورة الكهف" أو "آخر سورة النساء، وما إلى ذلك.

خامساً: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سوراً كاملة ومرتّبة في صلاته، وكان يقرأها بمشهد من الصحابة، ومن المستحيل أن يرى الصحابة رضي الله عنهم شدّة اهتمامه عليه الصلاة والسلام بترتيب الآيات، ثم يتساهلوا قيه أو ينصرفوا عنه إلى غيره.

وبناءً على تلك الحقائق الظاهرة لم يكن للأمّة إلا أن تُجمع أن هذا القرآن طبقٌ لأصله في اللوح المحفوظ. وقد حصل ذلك فعلاً ولله الحمد.

قال الإمام البغوي: الصحابة رضي الله عنهم جمعوا بين الدفتين القرآن الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير أن زادوا فيه أو نقصوا منه شيئاً. إنهم كتبوه كما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن قدموا شيئاً أو أخروا أو وضعوا له ترتيباً لم يأخذوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقّن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل صلوات الله عليه إياه على ذلك، وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تُكتب عقيب آية كذا في السور التي يذكر فيها كذا. فترتيب النزول غير ترتيب التلاوة. وكان هذا الاتفاق من الصحابة سبباً لبقاء القرآن في الأمّة رحمة من الله عزّ وجلّ على عباده وتحقيقاً لوعده في حفظه.

(شرح السنة، ج4، ص521 - 523).

وقال القاضي أبو بكر: ترتيب الآيات أمر واجب وحكم لازم، فقد كان جبريل يقول: ضعوا آية كذا في موضع كذا.

(البرهان، ج1، ص256).

وقال الإمام الزركشي: فأما الآيات في كل سورة ووضع البسملة أوائلها فترتيبها توقيفي بلا شك، ولا خلاف فيه ولهذا لا يجوز تعكيسها.

(البرهان، ج1، ص256).

وقال الإمام السيوطي: الإجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفي ولا شبهة في ذلك.

(الإتقان، ج1، ص60).

ـ[حبيب]ــــــــ[21 - 10 - 2005, 01:26 ص]ـ

بحث مقصده جميل ولكن الطريق له شائك فيجب تجريده من الاشواك كي تتجلى الحقيقة ناصعة بلا ريب.

بعض ما ذكره الاخ لؤي وفقه الله استحساني صرف

وحاول تعزيزه بإسحسانات اخر من اقوال بعض اهل العلم ولكن نعطيكم اقتباسا:

جمع القرآن في عهد عثمان

روى البخاري عن أنس: «أنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال لعثمان: أدرك الاَُمّة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل إلى حفصة: أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف، ثمّ نردّها إليك؛ فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف. وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن، فأكتبوه بلسان قريش، فإنّه إنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتّى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، ردّ عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كلّ أُفقٍ بمصحف ممّا نسخوا، وأمر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير