تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[جمع القرآن وتدوينه في ضوء القرآن (1)]

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[20 - 10 - 2005, 03:09 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإن القرآن الكريم يبيّن وضعه بنفسه، ويكشف القناع عن ترتيبه، ويعلن أنه مطابق تماماً لأصله في اللوح المحفوظ، ولا فرق بينه وبين الصحف التي بأيدي الملائكة المقرّبين. ولنتأمّل معاً هذه الآيات:

يقول تعالى: " كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَن شَاء ذَكَرَهُ * فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ * مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ " (عبس: 11 - 16).

ويقول تعالى: " إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ " (الزخرف: 3 - 4).

ويقول تعالى: " بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ " (البروج: 21 - 22).

ثم إن القرآن الكريم صريح في أن الله تعالى هو الذي تولّى جمعه وترتيبه، حيث يقول: " لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ " (القيامة: 16 - 19).

كما أنه تعالى جدّه تكفّل بحفظ هذا القرآن، فقال سبحانه: " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " (الحجر: 9).

ولا شكّ أن حفظ القرآن الكريم يتضمّن حفظ نظمه وترتيبه. فإن نظم الكلام جزء من الكلام. ولا معنى لحفظ الكلام بدون المحافظة على نظمه.

وإذا أمعنا النظر في قوله تعالى: " لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ " فلا يخفى على أحد أن هذه الآيات الكريمات تحتوي ثلاثة أمور:

الأول: أن القرآن سيُجمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ويُقرأ عليه بنسق واحد، فإنه لو أُنجزَ هذا الوعد بعد عهده صلى الله عليه وسلم لم يأمره باتباعه.

والثاني: أنه عليه الصلاة والسلام مأمور بالقراءة حسب هذه القراءة الثانية، التي تكون بعد الجمع. وليس له عليه الصلاة والسلام أن يلقى عليه شيء من الوحي، ولا يبلّغه الأمّة، فهذا لا يجوز عقلاً كما لا يجوز شرعاً، لقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ " (المائدة: 67).

وقد أمره تعالى أمراً عامّاً. فلا بدّ أن يكون عليه الصلاة والسلام قد علّم الأمّة قاءته الأخيرة، التي عليها القرآن في اللوح المحفوظ، فإن العرضة الأخيرة لا بدّ أن تكون مطابقة للأصل.

والثالث: أن بعد هذا الجمع والترتيب بيّن الله ما شاء بيانه بتعميم وتخصيص وتكميل وتخفيف.

وقد وقعت هذه الأمور الثلاثة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عليهم سورة القرآن كاملة. وهذا لا يكون إلا بعد أن قُريء عليه بنسق خاصّ فأخذوها منه. وكان يأمرهم بوضع الآيات في محلّها الخاصّ بها. ثم بعد ذلك إذا أنزلت عليه آيات مبيّنة ضمّها إلى القرآن. فترى هذه المبيّنات ربّما وُضعت بجنب ما تبيّنه، وربّما وُضعت في آخر السورة إذا كانت متعلّقة بعمودها.

ونرى في أكثر هذه الآيات تصريحاً بأنها بيان من الله تعالى كقوله عزّ من قائل: " كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ ".

ثم عرض عليه جبريل الأمين العرضة الأخيرة بعد تمام القرآن، كما جاء في الخبر الصحيح المتفق عليه. وهذا يزيل أكثر معضّلات النظام.

تلك ملامح مختصرة تلوح للباحث من نصّ القرآن نفسه. وهي تفيد أن القرآن الكريم الذي بأيدينا هو نفس القرآن الذي في أم الكتاب لدى ربّنا سبحانه وتعالى، مصوناً عن أي زيادة أو نقصان، بريئاً من أي تقديم أو تأخير. والموضوع مفتوح للنقاش إن شاء الله تعالى.

ـ[حبيب]ــــــــ[21 - 10 - 2005, 02:04 ص]ـ

حيث ان الموضوع مفتوح للنقاش كما ذكر الاخ المكرم لؤي فنحن نعزز بحثه التليد بما ذكره صاحب تفسير الميزان السيد الطباطبائي رحمه الله:


(حبذا لو اختصرت ماتريد قوله دون رابط)
أبو سارة

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 10 - 2005, 03:47 ص]ـ
الأخ حبيب سلّمه الله ..
نحن بغنى - أخي الكريم - عن الصفحات الطوال من البحوث والنشرات والأقوال ..
فهل عندك ما يخالف طرحنا للقضية؟

ـ[حبيب]ــــــــ[21 - 10 - 2005, 01:58 م]ـ
فصبر جميل

............................

اخي لؤي سلمه الله

انت تزعم هنا ان وضع السور وترتيب الايات فيها توقيفي وهو ينفي كون القرآن العزيز متواترا حتى بوضع الايات فيه في اماكنها من السور ومن ترتيبها النزولي فيها

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير