تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعارض.]

ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 01:00 ص]ـ

فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) الصافات

لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) القلم

توهم البعض أن في هاتين الآيتين تعارضاً وهو أنه قال في الأولى فنبذناه وقال في الثانية لنبذ، وظاهرهما التعارض، فما جوابكم أدام الله فضلكم؟

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 02:20 ص]ـ

أنقل ردّ الشيخ أمين الشنقيطي لهذا الإيهام من كتابه (دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب).

يقول - رحمه الله: قوله تعالى: " فنبذناه بالعراء وهو سقيم " .. هذه الآية الكريمة فيها التصريح بنبذ يونس بالعراء عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وقد جاءت آية أخرى يتوهم منها خلاف ذلك وهي قوله تعالى: " لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء ". والجواب: أن الإمتناع المدلول عليه بحرف الإمتناع الذي هو (لولا) منصب على الجملة الحالية لا على جواب (لولا)، وتقرير المعنى: لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء في حال كونه مذموما لكنه تداركته نعمة ربه فنبذ بالعراء غير مذموم. فهذه الحال عمدة لا فضلة .. أو أن المراد بالفضلة ما ليس ركنا في الإسناد وإن توقفت صحة المعنى عليه. ونظيرها قوله تعالى: " وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين " (الدخان 38)، وقوله: " وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا " (ص 27)، لأن النفي فيهما منصب على الحال لا على ما قبلها.

وهذا ما حكاه أيضاً الإمام القرطبي عن النحاس، قال: والجواب: أن الله عز وجل خبر ههنا أنه نبذه بالعراء وهو غير مذموم ولولا رحمة الله عز وجل لنبذ بالعراء وهو مذموم.

فمعنى ذلك إذن أنه لولا أنا رحمناه باجابة دعائه، لنبذناه حين نبذناه بالعراء مذموما، وقد كان نبذه في حالته الاولى سقيما يدل عليه قوله: " فاجتبيه ربه فجعله من الصالحين "، لكن تداركه الله بنعمة من عنده فطرح بالفضاء وهو غير مذموم، واختاره الله وبعثه نبيا، ولا تناقض بين الايتين، وإن كان في موضع نبذناه مطلقا وهو سقيم: ولم يكن في هذه الحالة بمليم، وفي موضع آخر نبذ مشروطا ومعناه لولا أن رحمنا يونس عليه السلام لنبذناه ملوما، وكان لوم عتاب لا لوم عقاب لانه بترك الاولى.

والله أعلم

ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 11:15 م]ـ

أخي لؤي، مااااااااااااااااااااااااااا أجملك.

تلميذك موسى.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير