تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

آية استوقفتني: " وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ "!

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 10:31 م]ـ

يقول تعالى: " يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ " (التوبة: 62).

من الملاحظ في الآية الكريمة ذكر الله سبحانه وتعالى، ثم ذكر رسوله - صلى الله عليه وسلم - معطوفاً عليه، ثم إيقاع الفعل "يُرضى" على الضمير المفرد، وهو "الهاء" فى "يُرضوه".

وسؤالي هو: لماذا لم يثنِّ الضمير العائد على الاثنين، اسم الجلالة ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فيقول: أن يُرضوهما؟!

يقول الزمخشري: إنما وحّد الضمير لأنه لا تفاوت بين رضا الله ورضا رسوله صلى الله عليه وسلم، فكانا في حكم مرضيّ واحد، كقولك: إحسان زيد وإجماله نعشني وجبر مني. أو والله أحقّ أن يرضوه، ورسوله كذلك.

فهل من تعليق على هذا القول؟

ـ[سليم]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 11:36 م]ـ

السلام عليكم

أخي العزيز المشرف لؤي الطيبي, بحثت في التفاسير ولم أجد شيئًا غير ما ذكَرتَ في عدم تثنية الضمير, وهو أنه لا تفاوت بين رضا الله ورضا رسوله صلى الله عليه وسلم، فكانا في حكم مرضيّ واحد.

ولكن هناك شيئ لاحظته عند قراءتي التفاسير وفيمن نزلت: حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (يحلفون بالله لكم ليرضوكم)، الآية, ذكر لنا أن رجلا من المنافقين قال: والله إن هؤلاء لخيارنا وأشرافنا, وإن كان ما يقول محمد حقًّا, لهم شَرٌّ من الحمير! قال: فسمعها رجل من المسلمين فقال: والله إن ما يقول محمد حق, ولأنت شر من الحمار! فسعى بها الرجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم, فأرسل إلى الرجل فدعاه فقال له: ما حملك على الذي قلت؟ فجعل يلتَعنُ، ويحلف بالله ما قال ذلك. قال: وجعل الرجل المسلم يقول: اللهم صدِّق الصادق، وكذِّب الكاذب! فأنزل الله في ذلك: (يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين).

والملاحظه في كون الرجل الكافر حلف امام الرسول:= ليرضي الرسول ,وعليه فإن الضمير المفرد، وهو "الهاء" فى "يُرضوه" يعود لرب العزة سبحانه وتعالى.

والله أعلم

ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 11:53 م]ـ

" يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ " (التوبة: 62).

قوله:

{والله} مذهب سيبويه أنهما جملتان حذفت الأولى لدلالة الثانية عليها، والتقدير عنده والله أحق أن يرضوه ورسوله أحق أن يرضوه وهذا كقول الشاعر: [المنسرح]

نحن بما عندنا وأنت بما عنـ = ـدك راضٍ والرأي مختلفُ

أي نحن راضون .....

ومذهب المبرد أن في الكلام تقديماً وتأخيراً، وتقديره والله أحق أن يرضوه ورسوله قال وكانوا يكرهون أن يجمع الرسول مع الله في ضمير، حكاه النقاش عنه، وليس هذا بشيء.

وقيل الضمير في {يرضوه} عائد على المذكور كما قال رؤبة: [الرجز].

فيها خطوطٌ من سوادٍ وبلقْ = كأنَّه في الجلد توليعُ البهقْ

ـ[أبو سنان]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 12:06 ص]ـ

:::

أخي العزيز لؤي أحب أن أشارك أخوي سليم وموسى بارك الله فيهما وأقول إن هذا من الأساليب المستخدمة عند العرب فهي تعيد الضمير للأقرب اختصاراً إذا كان المعنى فيه معروفا وواضحا، والالتباس عنه مرتفعا، فتكتفي بلفظ الواحد عن الاثنين للاختصار ولأمانها من وقوع الشبهة والارتياب، فأما إذا لم يكن الشيء معروفا وكان الالتباس عند أفراده متوهما لم يستعمل ذلك.

ومن أمثلة ذلك:

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} التوبة34

فالله عز وجل أرادهما معا مع ما قدمه من كراهة كنزهما.

فلما عم الشيئين بذكر ينتظمهما في ظاهر المقال بما يدل على معنى ما أخره من ذكر الإنفاق اكتفى بذكر أحدهما للاختصار.

ومنه قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} الجمعة11

فالرؤية وقعت على كلايهما وكانت سبباً للأنشغال عن الجمعة فكتفي بالإشارة إلى أحدهما لبعد الالتباس.

ومنه قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} يونس5

وقوله تعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} التوبة40

والأمثلة كثيرة في ذلك من القرآن الكريم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير