تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال تعالى"من بعد ما كاد يزيغُ قلوبُ فريق منهم *صدق الله العظيم

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[23 - 10 - 2005, 12:27 م]ـ

قال تعالى:"لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغُ قلوبُ فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم*صدق الله العظيم. في هذه الاّية أمور ثلاثةيمكن مناقشتها، أولها:

قوله تعالى"لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار" يترتب من الخاص إلى العام بالأهمية والفضل والشرف، حيث بدأ بالنبي ثم بالمهاجرين ثم بالأنصار.

ثانيها: قوله تعالى"من بعد ما كاد يزيغُ قلوبُ فريق منهم "يتعارض مع القاعدة النحوية التي تنص على التالي: إذا تأخر الاسم الظاهر (اسم كاد) عن أن والفعل المضارع فإن كاد تكون فعلا تاما، كقوله تعالى" من بعد ما كاد يزيغُ قلوبُ فريق منهم"،والأصل فيه"من بعد ما كاد قلوبُ فريق منهم يزيغُ"،وفي هذه الحالة يكون فاعل (كاد) المصدر المؤول من أن والفعل المضارع، إلا أن هذه القاعدة لا تنطبق على هذه الاّية من ناحيتين:

1 - لا يوجد فاعل للفعل كاد، حيث لا يوجد مصدر مؤول.

2 - دخول الفعل على الفعل، والقاعدة تقول: لا يدخل فعل على فعل.

وهذا يعني أن المعنى أهم من القاعدة، لأن الاّية القراّنية قدمت الفعل (يزيغ) بسبب الحاجة وقوة العلاقة المعنوية مع الفعل (كاد) للدلالة على قرب وقوع الزيغ، كما أن بقاء الفعل (يزيغ) متأخرا يثير اللبس، لاحظ كيف تؤول الجملة مع التأخير: (من بعد ما كاد قلوب فريق منهم يزيغ) مما يعني أن الفريق هو الذي يزيغ وليست القلوب، كما أن التعبير يصبح قلقا وغير متاّلف، مما أدى إلى العدول عن الأصل للهدف المعنوي وأمن اللبس.

3 - تجرد الفعل (يزيغ) من (أن) لأن دلالتها مستقبلية بعيدة، وهذا يتنافى مع المعنى الذي تريده الاّية وهو معنى القرب الشديد للزيغ، مما أدى إلى حذف أن من أجل أن يتصل الفعل مع الفعل، لإفادة هذا المعنى.

ثالثها: في قوله تعالى في نهاية الاّية"إنه بهم رؤوف رحيم"تناسب معنوي بين الفاصلة القراّنية ومحتواها الذي يتحدث عن الرضا والتوبة.

والله أعلم

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 10 - 2005, 10:02 م]ـ

عندي مشاكسة وهي

في قوله تعالى (:"لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغُ قلوبُ فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم*)

ما الدّاعي لذكر التوبة عليهم مرتين كما هو موضّح باللون الأحمر؟؟

ـ[يوسف صباح]ــــــــ[24 - 10 - 2005, 02:39 ص]ـ

لدي ملاحظة على قولك أن يزيغ تعود على فريق لا على قلوب عند التقدير (كاد قلوب فريق منهم يزيغ)، ليس من المنطقي أن تعود على فريق لأن فريق مضاف إليه وهي مجرورة، فلا يستقيم المعنى ولا تكتمل الجملة إلا إذا كانت يزيغ مرتبطة بالقلوب.

فعلى سبيل المثال قبل أن تدخل كاد على الجملة كانت (قلوب فريق يزيغ) فإذا كانت يزيغ مرتبطة بالقلوب تكون الجملة غير مكتملة فأين خبرها؟ أما إذا كانت مرتبطة بقلوب تكتمل الجملة وتصبح الجملة الفعلية يزيغ خبراً لقلوب.

هذا محض اجتهاد فلست نحوياً.

مع كل محبة وتقدير

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[24 - 10 - 2005, 10:51 ص]ـ

أخي يوسف:

عندما نقول: كاد قلوب فريق منهم يزيغ، فإن كلمة (يزيغ) تحتمل تعلقها بفريق، على أساس أنها صفة له وليست خبرا عن كاد وعندها لن تكون الجملة كاملة كما قلت فلا بد لها من خبر، ومن أجل رفع هذه الاحتمال تم العدول عن الاصل من أجل أن تتعلق (يزيغ) بالفعل كاد، لأن الفعل كاد هو الأقرب إليها معنويا من غيرها.

والله أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير