تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الإطناب]

ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[21 - 12 - 2005, 12:02 ص]ـ

السلام عليكم

:::

[الإطناب]

هو أن يذكر المنشئ كلاماً ثم يَعْقبُهُ بلفظ ٍ مدلوله حقيقة المدلول عليه بالكلام الأول تضميناً بذلك على زيادة وقع هذه المعنى في النفوس وشدة الإعتناء به.

وجاء في قوله تعالى:

{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} (15) سورة النور.

فقوله {بأفواهكم} إطناب، فأنه دلَّ على حقيقة ما دل عليه قوله {وتقولون} لأن القول لا يكون إلا بالفم (الأفواه)، ولكن نبه بهذا الإطناب على تعظيم هذا الأمر المرتكب وشدة وقعه.

ـ[سليم]ــــــــ[21 - 12 - 2005, 12:53 ص]ـ

السلام عليكم

ذكر جلال الدين القزويني في كتابه" الإيضاح في علوم البلاغة" ,أن الاطناب

هو إما بالإيضاح بعد الإيهام ليرى المعنى في صورتين مختلفتين أو ليتمكن في النفس فضل تمكن، فإن المعنى إذا ألقي على سبيل الإجمال والإبهام تشوقت نفس السامع إلى معرفته على سبيل التفضيل والإيضاح فتتوجه إلى ما يرد بعد ذلك، فإذا ألقى كذلك تمكن فيها فضل تمكن وكان شعورها به أتم، أو لتكمل اللذة بالعلم به فإن الشيء إذا حصل كمال العلم به دفعة لم يتقدم حصول اللذة به ألم، وإذا حصل الشعور به من دون وجه تشوقت النفس إلى العلم بالمجهول فيحصل لها بسبب المعلوم لذة وبسبب حرمانها عن الباقي ألم، ثم إذا حصل لها العلم به حصلت لها لذة أخرى، واللذة عقيب الألم أقوى من اللذة التي لم يتقدمها ألم أو لتفخيم الأمر وتعظيمه كقوله تعالى " قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري " فإن قوله " اشرح لي " يفيد طلب شرح لشيء ما له، وقوله " صدري " يفيد تفسيره وبيانه، وكذلك قول " ويسر لي أمري " والمقام مقتض للتأكيد للإرسال المؤذن بتلقي المكاره والشدائد.

ـ[أبو سنان]ــــــــ[21 - 12 - 2005, 01:14 ص]ـ

:::

جزاك الله خير أخي موسى على هذا الايضاح وزادك الله علماً وعملاً.

وهذا مثال آخر لتأكيد المعنى وهو قوله الله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ

مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ

فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ} النحل26

فقوله (فوقهم) إطناب.

حيث أن السقف لا يكون إلا فوق.

ولكن الفائدة من ذكره في هذا المقام هو الترهيب والتخويف.

فالتالي لهذه الآية يخيل اليه أن سقفاً خرَّ على أولئك القوم من فوقهم وحصل في نفسه من الرعب والخوف ما لا يحصل بدونها.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير