تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[التوحيد في البيان القرآني]

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 03 - 2006, 12:31 ص]ـ

السلام عليكم ..

أشرنا في مقالة سابقة إلى أن التوحيد فى القرآن الكريم عقيدة متمكّنة ليس فى الواقع الخارجى أو في قلوب المؤمنين فحسب، وإنما هو كذلك فى البيان القرآنى ..

فلم يأت لفظ الجلالة الله فى لغة القرآن إلا واحداً أحداً، ومثّلنا بشاهد على ذلك على الرابط التالي:

http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9710

ونلاحظ كذلك أن القرآن الكريم لا يوجد فيه موضع ذكر فيه ضمير التعظيم، إلا سبقه أو تبعه إفراد بما يفيد وحدانية الله تعالى ..

قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} [البقرة: 155 - 156].

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172]. ولم يقل: واشكروا لنا!

وقال تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح: 1 - 8]. ولم يقل وإلينا فارغب!

وهذه قاعدة مطردة في القرآن العظيم .. فلم يُذكر فيه ضمير التعظيم إلا سبقه أو تبعه ما يدلّ على الإفراد تجنّباً للشرك ..

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 03 - 2006, 07:45 ص]ـ

السلام عليكم مشرفنا الفاضل

ربما لا أسلّم لك باطراد القاعدة التي قلت بها

لاحظ في مثالك المبني على الآية (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}

فلا يمكن من ناحية تركيبية أن يكون غير القول الذي في الآية

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 03 - 2006, 02:00 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

أستاذنا الفاضل جمال ..

نرحّب بكم من جديد في الفصيح ..

فيا أهلاً ومرحباً وأهلاً وسهلاً ..

أما بالنسبة لاطراد القاعدة المذكورة .. أخي الكريم ..

فإن قولك - حفظك الله: " فلا يمكن من ناحية تركيبية أن يكون غير القول الذي في الآية "، لهو التوحيد بعينه!!! وما جاء قوله تعالى: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} إلا ليبيّنه، بعد أن ذُكر اسمه تعالى بضمير التعظيم .. ولو أننا افترضنا جدلاً أن الجملة لا تحتمل تركيباً آخر، فتأمل معي ما جاء في السورة نفسها ..

فقد سبق هذه الآية قوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} [البقرة: 151 - 152] ولم يقل: فاذكرونا .. واشكروا لنا!

وقوله أيضاً: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 146 - 147] ولم يقل: الحق من عندنا!

وقوله أيضاً: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [البقرة: 143] ولم يقل: هدينا وما كنا لنضيع إيمانكم!

ثم انظر إلى قوله تعالى بعدها: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 159 - 160] ولم يقل: نلعنهم .. نتوب عليهم!

وقوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163].

وقوله بعدها أيضاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172] ولم يقل: واشكروا لنا إن كنتم إيانا تعبدون!

وهكذا ..

فهذا النوع من البيان لا تكاد تخلو منه سورة قرآنية، بل ولقد جاء متحقّقاً في أقصر سورة قرآنية على الإطلاق .. قال تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 1 - 3]. فلاحظ أنه لم يقل: إنا أعطيناك الكوثر، فصلِّ لنا وانحر!!!

والأمثلة على ذلك لا حصر لها ..

والله أعلم ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير