[دور منزلة المعنى في عودة الضميرعلى القريب أوالبعيد]
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 02:45 م]ـ
[دور منزلة المعنى في عودة الضميرعلى القريب أوالبعيد]
الأصل في الضمير أن يعود على المرجع القريب وذلك بحسب منزلة المعنى وقوة العلاقة المعنوية بين الضمير ومرجعه، ولأن الكلام يترتب بحسب قوة العلاقة المعنوية، كما في قوله تعالى" واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين"* (البقرة45) وقوله تعالى"يا أيها الذين اّمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون"* (الأنفال20).
ولكن قال تعالى" وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما .... " (الجمعة11) فقد أعاد الضمير في (إليها) على البعيد (التجارة) وليس على القريب (اللهو) بسبب عطف اللهو على التجارة، حيث تقدم المعطوف (اللهو) نحو المعطوف عليه (التجارة) بسبب منزلة المعنى بين المتعاطفين، كما تأخر الضمير لأن التجارة كانت سبب الانفضاض وسبب ترك الرسول –صلى الله عليه وسلم- قائما على المنبر، وليس اللهو، فقد تم العدول عن الأصل من أجل الغرض المعنوي وأمن اللبس، فربط بين السبب والمسبب.
وإن كان في الكلام مضاف ومضاف إليه، فإن المتكلم يعيد الضمير على أيهما شاء وذلك بحسب السياق المعنوي والمعنى الذي يريده المتكلم، فقد قال تعالى"وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها" (ابراهيم34) وقال تعالى" واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون" (النحل 114) فالمتكلم يعيد الضمير على المرجع الذي يريده، وذلك بحسب المعنى والأهمية المعنوية عند المتكلم، ويمكن أن أقول: احرص على محاضرة الضيف إن أردت الاستفادة منه.
وكذلك: احرص على محاضرة الضيف إن أردت الاستفادة منها.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 11 - 2005, 04:37 ص]ـ
الأخ عزام ..
كل عام وأنت بخير ..
وبارك الله فيك على ما تتحفنا به من نكات بلاغية قيّمة ..
قلت حفظك الله: .. حيث تقدم المعطوف (اللهو) نحو المعطوف عليه (التجارة) بسبب منزلة المعنى بين المتعاطفين، كما تأخر الضمير لأن التجارة كانت سبب الانفضاض وسبب ترك الرسول – صلى الله عليه وسلم - قائما على المنبر، وليس اللهو ..
وسؤالي هو: لماذا قدّم القرآن التجارة على اللهو في أول الآية: " وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً "، ثم قدّم اللهو على التجارة في نهايتها: " قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ "؟
قال تعالى: " وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ".
ودمت لنا سالماً ..
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[05 - 11 - 2005, 12:16 م]ـ
أخي لؤي:
كل عام وأنتم بخير
قدم اللهو قي نهاية الأية، لأن اللهو تأخر عن التجارةأولا، هكذا (تجارة-لهو)،فمن أجل إيجاد الرابطة المعنوية بين الألفاظ، قدم اللهو على التجارة، ليلتقي مع اللهو السابق الذكر، فقال (لهو-تجارة) وهذا يسبب التناسب المعنوي بين الألفاظ، كما أن الأية اختتمت بقوله: والله خير الرازقين"فتأخرت التجارة لتلتقي مع هذا القول، لأن التجارة تتناسب مع الرزق، فالرزق يأتي من التجارة وليس من اللهو، كما أراد الله من هذا أن يؤكد للمنفضين عن رسول الله أن الرزق يأتي من عنده وليس من التجارة التي انفضوا إليها.
والله أعلم
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[05 - 11 - 2005, 01:28 م]ـ
متابعة:
أخي لؤي:
ومن أسباب تقدم اللهو كذلك قوله تعالى: قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ "وما عند الله هوخير من اللهو والتجارة كليهما، ولكنه أشد وأعظم خيرة من اللهو، فبدأ بالخاص أو الأهم، وانتهى بالأقل أهمية، وإن كان ما عند الله خيرا منهما كليهما، وبهذا يترتب الكلام بحسب الأهمية المعنوية.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 06:35 م]ـ
بارك الله فيك أخي عزام ..
بيان في غاية الدقّة ..