تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولذلك نفسه تراه صلى الله عليه وآله حينما عرض نفسه على القبائل فلم يرفعوا اليه رؤوسهم، ثم عرض نفسه على بني عامر بن صعصعة قال رجل منهم يقال له بيحرة بن فراس بن عبد الله بن سلمة الخير بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة: والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب، ثم قال لرسول الله: أرأيت إن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟

قال: الأمر الى الله يضعه حيث يشاء.

قال فقال له: أفنهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا، لا حاجة لنا بأمرك، فأبوا عليه (راجع سيرة ابن هشام: 1

424 الروض الأنف: 1

264 بهجة المحافل: 1

128، سيرة زيني دحلان: 1

302 السيرة الحلبية: 2

3). فلولا أنه صلى الله عليه وآله كان تعاهد مع علي عليه السلام بالخلافة والوصاية بأمر من الله عز وجل قبل ذلك، لما ردهم بهذا الكلام المؤيس، وهو بحاجة ماسة من نصرة أمثالهم. انتهى.

ـ وفي دعائم الإسلام للقاضي النعمان المغربي: 1

15

وروينا أيضاً عن علي بن أبي طالب صلى الله عليه أنه قال: لما أنزل الله عز وجل: وأنذر عشيرتك الأقربين، جمع رسول الله صلى الله عليه وآله بني عبد المطلب على فخذ شاة وقدح من لبن، وإن فيهم يومئد عشرة ليس منهم رجل إلا أن يأكل الجذعة ويشرب الفرق، وهم بضع وأربعون رجلاً، فأكلوا حتى صدروا وشربوا حتى ارتووا، وفيهم يومئذ أبو لهب، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله:

يا بني عبد المطلب أطيعوني تكونوا ملوك الأرض وحكامها، إن الله لم يبعث نبياً إلا جعل له وصياً ووزيراً ووارثاً وأخاً وولياً، فأيكم يكون وصيي ووارثي ووليي وأخي ووزيري؟


(23)
فسكتوا، فجعل يعرض ذلك عليهم رجلاً رجلاً، ليس منهم أحد يقبله، حتى لم يبق منهم أحد غيري، وأنا يومئذ من أحدثهم سناً، فعرض عليَّ فقلت: أنا يا رسول الله. فقال: نعم، أنت يا علي.
فلما انصرفوا قال لهم أبو لهب: لو لم تستدلوا على سحر صاحبكم إلا بما رأيتم، أتاكم بفخذ شاة وقدح من لبن فشبعتم ورويتم! وجعلوا يهزؤون ويقولون لأبي طالب: قد قدم ابنك اليوم عليك. انتهى.
ولا بد أن تكون حادثة دعوة النبي صلى الله عليه وآله لبني هاشم قد شاعت في قريش، ثم في العرب، فقالوا إن النبي الجديد جمع عشيرته وأنذرهم ودعاهم الى دينه، وإنه طلب منهم شخصاً يكون له وزيراً وخليفةً من بعده، فأجابه ابن عمه الشاب الغلام. . فاتخذه وزيراً وخليفة!

**

فهذه النصوص تدل على أن ولاية الأمر بعد النبي صلى الله عليه وآله كانت مطروحةً ومنظورةً للناس، من أول بعثته الى آخر حياته صلى الله عليه وآله. . وأن كل الناس كانوا يعرفون أن مشروع النبوة ودعوة الناس اليها، هو مشروع تكوين دولة يرأسها النبي صلى الله عليه وآله، وتحتاج الى خليفة له بعده. ولذلك كان ممثلو القبائل يحاولون أن يأخذوا منه وعداً بأن يكون لهم الأمر من بعده، ومنهم ممثلون لقبائل يمانية وعدنانية، وزعيم قبائل نجد المتنقلة. . فكيف يصدق عاقلٌ ما زعمه زعماء قريش، من أنهم لم يطرحوا مسألة الخلافة مع النبي صلى الله عليه وآله، حتى بصيغة سؤال عن الحكم الشرعي وواجب المسلمين من بعده!!
وكيف يقبل عاقل أنهم يروون عنه صلى الله عليه وآله أحاديث عن مستقبل الأمة في كل الأمور، إلا في أمر الخلافة والإمام الشرعي من بعده؟!

ـ[عاشق جمال الفصحى]ــــــــ[23 - 10 - 2005, 11:54 م]ـ
البحث الثاني
النبي صلى الله عليه وآله يبشر بالأئمة الإثني عشر من بعده

في اعتقادنا أن ولاية الأمر بعد النبي صلى الله عليه وآله كانت أمراً مفروغاً عنه عنده صلى الله عليه وآله، وأن الله تعالى أمره أن يبلغ الأمة ولاية عترته من بعده، كما هي سنته تعالى في أنبيائه، أن يورث عترتهم الكتاب والحكم والنبوة ..
ونبينا صلى الله عليه وآله أفضلهم، ولا نبوة بعده، بل إمامةٌ ووراثةُ الكتاب ..
وعترته وذريته صلى الله عليه وآله أفضل من ذريات جميع الأنبياء عليهم السلام وقد طهرهم الله تعالى واصطفاهم، وأورثهم الحكم والكتاب (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ... ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ... ).
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير