تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الإسلامية) ذكر في أولها الشروط التي يجب أن تتوفر في الخليفة، إلا هذا الشرط، متجاهلاً كل هذه الأحاديث وغيرها مما في معناها، ولمَّا ذكرته بذلك تبسم صارفاً النظر عن البحث في الموضوع. ولا أدري أكان ذلك لأنه لا يرى هذا الشرط كالذين أشرنا إليهم آنفاً، أم أنه كان غير مستعد للبحث من الناحية العلمية.


(50)
وسواءً كان هذا أو ذاك، فالواجب على كل مؤلف أن يتجرد للحق في كل ما يكتب، وأن لا يتأثر فيه باتجاه حزبي أو تيار سياسي، ولا يلتزم في ذلك موافقة الجمهور أو مخالفتهم. انتهى.
والطريف أن الألباني صحح حديثاً آخر برقم 1851 يقول:
(الخلافة في قريش والحكم في الأنصار والدعوة في الحبشة) وعلى فتواه يجب أن يكون الحاكم في عصرنا من قريش من أيِّ قبائلها كان، وأن يكون الوزراء من الأنصار .. وأن يكون وزير الإرشاد والأوقاف والمفتي وكل من عمله الإعلام والدعوة من الأفارقة، والأحوط أن يكون من أثيوبيا!!
ذلك أن الوجوب الذي استفاده من الحديث وأفتى به بوجوب القرشية في الحاكم، تتساوى فيه الخلافة، والوزارة، والدعوة!!
لقد فات هذا الشيخ أن فقه الحديث أهم من سنده، وأنه متقدمٌ عليه رتبةً، وأن مثل هذا الحديث بعيدٌ عن منطق النبي صلى الله عليه وآله، ولو صح فهو يحكي عن ظرفٍ معين، وليس تشريعاً الى يوم القيامة!

الحادية عشرة: تخبط الشراح في تفسير الأئمة الإثني عشر

إذا أردنا أن نكون أمناء مع النص النبوي، يلزم أن نقول: إن كلمة (من بعدي) في الحديث الشريف تدل على أن إمامة هؤلاء الإثني عشر تبدأ بعد وفاته صلى الله عليه وآله مباشرة، ولا تدل على أنهم سيحكمون من بعده، لأنها إخبارٌ عن وجودهم فقط، سواءً كانوا حكاماً أو محكومين. بل تدل صيغ الحديث المتقدمة عن ابن سمرة وابن مسعود، على أن الأمة تخذل هؤلاء الأئمة الإثني عشر وتعاديهم، وذلك يشمل إبعادهم عن الحكم، ولكنه ذلك لا يضرهم شيئاً.
وقد تقدم في رواية تفسير الطبري (يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيماً، لا يضرهم من خذلهم ... إثنا عشر قيماً من قريش لا يضرهم عداوة من عاداهم)

ـ[عاشق جمال الفصحى]ــــــــ[23 - 10 - 2005, 11:56 م]ـ
وبذلك لا تجد مانعاً من انطباق الحديث على الأئمة الإثني عشر من عترة النبي صلى الله عليه وآله حتى لو لم يحكموا، أو لم يحكم منهم إلا علي والحسن عليهما السلام، وسيحكم منهم المهدي الموعود من الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وآله.
كما أن الأحاديث التي تذكر مايكون بعدهم تدل على أن مدتهم طويلة، فبعضها ذكر أنه يكون بعدهم الهرج والفوضى والنفاق، وأشار الى انهيار الأمة .. وبعضها ذكر أن زمنهم يمتد مادامت الأرض، وأن مدتهم إذا تمت ساخت الأرض بأهلها .. وهذا يؤيد نظرية امتداد عصر هؤلاء الأئمة عليهم السلام الى آخر الدنيا، كما نصت أحاديثنا.
ـ قال أبو الصلاح الحلبي المتوفى سنة 437 في كتابه تقريب المعارف|173:
ورووا عن عبد الله بن أبي أمية مولى مجاشع، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يزال هذا الدين قائماً الى اثني عشر من قريش، فإذا مضوا ساخت الأرض بأهلها. انتهى. ونحوه في إعلام الورى|364، وهو موافق لما في مصادرنا عن أهمية وجود الحجة لله تعالى في أرضه في كل عصر ..
ـ ففي الكافي: 1|179 و 534
عن أبي حمزة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال: لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت.
عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني واثنا عشر من ولدي وأنت يا علي زرُّ الأرض، يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الإثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها، ولم ينظروا. انتهى.
وعلى هذا التفسير الذي يساعد عليه نص الحديث، يكون هدف النبي صلى الله عليه وآله من طرح الأئمة الإثني عشر في أهم تجمع للمسلمين في حجة الوداع، هو: توجيه الأمة اليهم لو أنها أخذت بحظها وأطاعته فيهم!
بل يمكن القول: إنه يتعين تفسير الحديث بالائمة الإثني عشر من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، لأن كل تفسير له بغيرهم لا يصح لكثرة الإشكالات التي ترد عليه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير