تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال آخرون: بل هذا الحديث فيه بشارةٌ بوجود اثني عشر خليفة عادلاً من قريش، وإن لم يوجدوا على الولاء (التتابع) وإنما اتفق وقوع الخلافة المتتابعة بعد النبوة في ثلاثين سنة، ثم كانت بعد ذلك خلفاء راشدون فيهم عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي رضي الله عنه وقد نص على خلافته وعدله وكونه من الخلفاء الراشدين غير واحد من الأئمة، حتى قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: ليس قول أحد من التابعين حجة إلا قول عمر بن عبد العزيز!

ومنهم من ذكر من هؤلاء المهدي بأمر الله العباسي.

والمهدي المبشر بوجوده في آخر الزمان منهم أيضاً بالنص على كونه من أهل البيت، واسمه محمد بن عبد الله، وليس بالمنتظر في سرداب سامرا، فإن ذاك ليس بموجود بالكلية، وإنما ينتظره الجهلة من الروافض. انتهى.

فترى أن ابن كثير لا جواب عنده على إشكال حديث سفينة، ولذلك قال: من الناس من قال. . وقال آخرون. . ومنهم من ذكر! وليته أكمل الرواية عن سفينة كما


(74)
وردت في مصادرهم!
أما مدحه لعمر بن عبد العزيز أو المهدي العباسي، فلا يصير دليلاً على أنه أحد الأئمة الربانيين المبشر بهم مهما كثر! وإلا لاستحق كل ممدوح مثلهما أن يكون منهم! فإن دخول أحدٍ في عداد أشخاصٍ بشر بهم أنبياء الله تعالى يحتاج الى دليل على أنه مقصودٌ بهذا النص، وأنه واحدٌ من هؤلاء الربانيين الذين أختارهم الله تعالى وأعطاهم مقاماً فوق مدح المادحين من البشر!
وأما تكراره اتهام الشيعة بانتظار ظهور المهدي من سرداب سامرا، من المكذوبات علينا، فنحن ننتظر ظهور المهدي عليه السلام من مكة كما ينتظره هو، وسرداب سامرا بيته وبيت أبيه وجده عليهم السلام، وهو مكانٌ مباركٌ، نصلي فيه ونتبرك به.
ـ وقال في هامش عون المعبود: 11|361
ذكر الشيخ ابن القيم رحمه الله ... حديث: الخلافة بعد وثلاثون سنة، وحديث اثنا عشر خليفة، ثم قال: فإن قيل: فكيف الجمع؟
قيل: لا تعارض بين الحديثين، فإن الخلافة المقدرة بثلاثين سنة هي خلافة النبوة كما في حديث أبي بكرة. انتهى.
ولم يقل ابن قيم ولا غيره إذا لم تكن خلافة بني أمية خلافة نبوة فهي خلافة ماذا ياترى؟؟ وهل تبقى لها صفة إسلاميةٌ وربانية، بعد أن وصفها النبي صلى الله عليه وآله بأنها ملكٌ عضوضٌ، كما اعترف صاحب قرة العينين وغيره!
وهل يعني إقرارهم بأنها ملك عضوض، ونفيهم عنها صفة الخلافة الإسلامية، إلا أنها خلافةٌ جاهليةٌ عضوضة؟ فهل يتصور عاقلٌ أن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله يبشران الأمة بأئمة جاهليين، يعضونها بظلمهم؟!
ولو أن ابن حبان وابن حجر وابن قيم وصاحب قرة العينين وأمثالهم. . اكتفوا بتعصبهم لبني أمية، لكان خطبهم أسهل، ولكنهم مع الأسف أصروا على تسخير الأحاديث النبوية لنصرتهم، وتطبيق بشائر الأنبياء عليهم السلام على ملوكهم!!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير