تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأصدر سهيل أمره لعتاب الحاكم من قبل النبي صلى الله عليه وآله: أخرج من مخبئك، واحكم مكة باسم الزعيم القرشي غير الهاشمي أبي بكر بن أبي قحافة التيمي!

(راجع سيرة ابن هشام: 4

1079، وفيها: فتراجع الناس وكفوا عما هموا به، وظهر عتاب بن أسيد).

سهيل بن عمرو يحاول الإستقلال!

اقتنعت قريش بعد فتح مكة أن العمل العلني ضد محمد صلى الله عليه وآله محكوم بالفشل. .


(159)
فركزت جهودها على العمل السياسي المتقن، والعمل السري الصامت، لإبعاد عترته عن الحكم، وجعله في قريش. .
ولكن المشكلة عندها أن النبي صلى الله عليه وآله يسير قدماً في ترتيب الأمر من بعده لعلي. . ومن بعده للحسن والحسين، أولاد بنته فاطمة. . وقريش لا تطيق علياً ولا أحداً من بني هاشم. . لذلك قرر قادتها وفي مقدمتهم سهيل بن عمرو أن يقوموا بأنشطة متعددة، منها محاولة جريئة مع النبي صلى الله عليه وآله. . فقد كتبوا اليه ثم جاؤوه وفداً برئاسة سهيل بن عمرو، طالبين اليه أن يرد (اليهم) عدداً من أبنائهم وعبيدهم، الذين تركوا مكة أو مزارعهم في الطائف، وهاجروا الى النبي صلى الله عليه وآله ليتفقهوا في الدين، كما تنص الآية القرآنية!
قال سهيل للنبي صلى الله عليه وآله نحن اليوم حلفاؤك، وقد انتهت الحرب بيننا وتصالحنا، وأنا الذي وقعت الصلح السابق معك في الحديبية!
وهؤلاء أولادنا وعبيدنا هربوا منا وجاؤوك، ولم يأتوك ليتفقهوا في الدين كما زعموا، ثم إن كانت هذه حجتهم فنحن نفقههم في الدين، فأرجعهم الينا!!
ومعنى هذا الطلب البسيط من زعيم قريش الجديد: أن قريشاً حتى بعد فتح مكة واضطرارها الى خلع سلاحها وإسلامها تحت السيف. . تريد من النبي صلى الله عليه وآله الإعتراف بأنها وجودٌ سياسيٌّ مستقل، في مقابل النبي صلى الله عليه وآله ودينه ودولته!!
ـ روى الترمذي في: 5|298
عن ربعي بن حراش قال: أخبرنا علي بن أبي طالب بالرحبة فقال: لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين فيهم سهيل بن عمرو وأناس من رؤساء المشركين، فقالوا يارسول الله: خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا، وليس لهم فقه في الدين، وإنما خرجوا فراراً من أموالنا وضياعنا، فارددهم إلينا فإن لم يكن لهم فقه في الدين سنفقههم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير