تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعن ابن عباس أنه قال: ذكر المسح على الخفين، وعند عمر سعدٌ وعبد الله بن عمر، فقال عمر: سعد أفقه منك، فقال عبد الله بن عباس: ياسعد إنا لا ننكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح، ولكن هل مسح منذ نزلت المائدة، فإنها أحكمت كل شيء، وكانت آخر سورة نزلت من القرآن، ألا تراه قال .. .

فلم يتكلم أحد.

رواه الطبراني في الأوسط، وروى ابن ماجة طرفاً منه، وفيه عبيد بن عبيدة التمار وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يُغرب. انتهى.

يقصد الهيثمي أن الرواية ضعيفةٌ بهذا الراوي، الذي هو ثقة عند ابن حبان، ولكنه يروي روايات غريبة، أي مخالفة لمقررات المذهب الرسمي الذي يقول إن الواجب هو غسل الرجلين في الوضوء، ويقول إن المائدة ليست آخر سورة نزلت!

ـ وفي الدر المنثور: 2

252

وأخرج أبو عبيد عن ضمرة بن حبيب وعطية بن قيس قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المائدة (من) آخر القرآن تنزيلاً، فأحلوا حلالها وحرموا حرامها. انتهى.

ويشك الإنسان في كلمة (من) التي تفردت بها هذه الرواية، وكأن راويها أضافها للمصالحة بين الواقع وبين ما تبنته السلطة، وجعلته مشهوراً.

ـ وفي تفسير التبيان: 3

413

وقال عبد الله بن عمر: آخر سورة نزلت المائدة.


(244)
ـ وفي الغدير: 1|228
ونقل ابن كثير من طريق أحمد والحاكم والنسائي عن عايشة: أن المائدة آخر سورة نزلت. انتهى.
ويتضح من مجموع ذلك أن المتسالم عليه عند عند أهل البيت عليهم السلام أن آخر ما نزل من القرآن سورة المائدة .. وأنه مؤيدٌ برواياتٍ صحيحة وكثيرة، في مصادر إخواننا .. بل يمكن القول بأن آية (اليوم أكملت لكم دينكم) وحدها تكفي دليلاً على أنها آخر نزلت في آخر ما نزل من كتاب الله تعالى، لأنها تنص على أن نزول الفرائض قد تمت بها، فلا يصح القول بأنه نزل بعدها فريضة، على أنه وردت نصوصٌ بذلك كما تقدم عن الإمام الباقر عليه السلام، وكما سيأتي من رواية الطبري والبيهقي وقول السدي. وعليه، فكل ما نزل بعدها من القرآن، لا بد أن يكون خالياً من الفرائض والأحكام، لأن التشريع قد تم بنزولها، فلا حكم بعدها!

الآراء المخالفة والمتناقضة

ولكن هذا الأمر المحدد الواضح، صار غير واضحٍ ولا محددٍ عندهم!! وكثرت فيه الروايات وتناقضت! وزاد في الطين بلةً أن المتناقض منها صحيحٌ بمقاييسهم! وأنها آراء صحابةٍ كبارٍ لايجرؤون على ردهم!
ولعل السيوطي استحى من كثرة الأقوال في آخر ما نزل من القرآن، فأجملها إجمالاً، ولم يعددها أولاً وثانياً كما عدد الأقوال الأربعة في أول مانزل!!
ونحن نعدها باختصار، لنرى أسباب نشأتها!
1 ـ أن آخر آية هي آية الربا، وهي الآية 278 من سورة البقرة.
2 ـ أن آخر آية هي آية الكلالة، أي الورثة من الأقرباء غير المباشرين، وهي الآية 176 من سورة النساء.
3 ـ أن آخر آية هي آية (واتقوا يوماً ترجعون فيه الى الله .. ) البقرة ـ 281.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير