تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن يقرأ تفسير المنار يلمس الفرق بين الجزءين الأولين اللذين كتبهما في حياة الشيخ محمد عبده، واستفاد مما سجله من دروسه، وفيهما من عقلانيته رحمه الله واعتقاده بولاية أهل البيت عليهم السلام .. وبين الأجزاء التي أخرجها الشيخ رشيد رضا بعد


(310)
وفاة الشيخ محمد عبده، أو أعاد طباعتها، وفيها الكثير من الأفكار الجامدة والناصبة لأهل البيت عليهم السلام.
وقد نقل صاحب تفسير المنار في 6 |464 وما بعدها عن تفسير الثعلبي:
أن هذا القول من النبي صلى الله عليه وآله في موالاة علي شاع وطار فى البلاد، فبلغ الحارث بن النعمان الفهري فأتى النبي صلى الله عليه وآله على ناقة وكان بالابطح فنزل وعقل ناقته وقال للنبي صلى الله عليه وآله وهو في ملأ من أصحابه: يا محمد أمرتنا من الله أن نشهد أن لا إلَه إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا منك .. . ثم ذكر سائر أركان الإسلام .. . ثم لم ترض بهذا حتى مددت بضبعي ابن عمك وفضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه! فهذا منك أم من الله! فقال صلى الله عليه وآله: والله الذي لا إلَه إلا هو هو أمر الله.
فولى الحارث يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجاره من السماء أو ائتنا بعذاب اليم! فما وصل الى راحلته حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره وأنزل الله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع الحديث .. .
وهذه الرواية موضوعةٌ، وسورة المعارج هذه مكية، وما حكاه الله من قول بعض كفار قريش: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك كان تذكيراً بقول قالوه قبل الهجره وهذا التذكير في سورة الأنفال، وقد نزلت بعد غزوة بدر قبل نزول المائدة ببضع سنين، وظاهر الرواية أن الحارث بن النعمان هذا كان مسلماً فارتد، ولم يعرف في الصحابة، والأبطح بمكة والنبي صلى الله عليه وآله لم يرجع من غدير خم الى مكة، بل نزل فيه منصرفه من حجة الوداع الى المدينة. انتهى.
وكأن رشيد رضا اغتاظ من هذا الحديث، وحاول تكذيبه من ناحية سنده فلم يجد ما يشفي غليله، ولما وجد تكذيب ابن تيمية له بنقد متنه فرح به وتبناه، ولكنه لم ينسبه اليه!
وعمدة ما قاله ابن تيمية وصاحب المنار: أن مكان الرواية الأبطح، وهو مكان في

ـ[عاشق جمال الفصحى]ــــــــ[24 - 10 - 2005, 12:11 ص]ـ
مكة، والنبي صلى الله عليه وآله لم يرجع بعد الغدير الى مكة .. وقد جهلا أو تجاهلا أبطح المدينة المشهور!
ثم قالا: إن الرواية تدعي أن الآية نزلت في المدينة، مع أن سورة المعارج مكية .. وقد تجاهلا أن جوَّ السورة الى الآية 36 على الأقل مدني، وأن هذا الحديث دليل على مدنيتها.
ثم لو صح كونها مكية، فقد يتكرر نزول الآية لبيان تفسيرها أو تأويلها، فتكون الحادثة تأويلاً لها. وقد روى المفسرون نزول آية (إنا أعطيناك الكوثر) في عدة مواضع تسليةً لقلب الرسول صلى الله عليه وآله.
فما المانع أن يكون تأويلها قد تحقق في (عشيرة العذاب الواقع) فتحقق في الأب النضز بن الحارث عندما قتله النبي صلى الله عليه وآله في بدر، ثم تحقق في الإبن جابر عندما قتله الله بحجر من السماء في أبطح المدينة، وأن يكون جبرئيل عليه السلام أكد الآية كلما تحقق تأويلها.
ثم من حق الباحث أن يقول لهما: لو سلمنا أن ذكر نزول الآية في الحادثة خطأ، أو زيادة، فما ذنب بقية الحديث! ولماذا يردونه كله ولا يقتصرون على رد زيادته وهو نزول الآية بمناسبته؟!
ـ وقد ناقش صاحب تفسير الميزان 6|54 تضعيف صاحب المنار للحديث فقال:
وأنت ترى ما في كلامه من التحكم. أما قوله إن الرواية موضوعة وسورة المعارج هذه مكية، فيعول في ذلك على ما في بعض الروايات عن ابن عباس وابن الزبير أن سورة المعارج نزلت بمكة، وليت شعري ما هو المرجح لهذه الرواية على تلك الرواية، والجميع آحاد.
سلمنا أن سورة المعارج مكية كما ربما تؤيده مضامين معظم آياتها، فما هو الدليل على أن جميع آياتها مكية؟ فلتكن السورة مكية والآيتان خاصة غير مكيتين.
كما أن سورتنا هذه أعني سورة المائدة مدنية نازلة في آخر عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وقد

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير