تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلاً الى المدينة، ومعه الأسارى من المشركين، وفيهم عقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث .... قال ابن اسحاق: حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء، قتل النضر بن الحارث، قتله علي بن أبي طالب، كما خبرني بعض أهل العلم من أهل مكة.

قال ابن اسحاق: ثم خرج حتى إذا كان بعرق الظبية، قتل عقبة ابن أبي معيط.

(راجع أيضا سيرة ابن هشام: 2

286 و 527، وتاريخ الطبري: 2

157 و 286).

ـ وفي معجم البلدان: 1

94

الأثيل: تصغير الأثل موضعٌ قرب المدينة، وهناك عين ماء لآل جعفر بن أبي طالب، بين بدر ووادي الصفراء، ويقال له ذو أثيل .... وكان النبي صلى الله عليه


(353)
وسلم، قتل عنده النضر بن الحارث بن كلدة، عند منصرفه من بدر، فقالت قتيلة بنت النضر ترثي أباها، وتمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا راكباً إن الأثيل مظنةٌ * من صبحِ خامسةٍ، وأنت موفقُ
بلغ به ميتاً، فإن تحيةً * ما إن تزال بها الركائب تخفق
مني اليه، وعبرةً مسفوحةً * جادت لمائحها وأخرى تخنق
فليسمعن النضر، إن ناديته * إن كان يسمع ميت أو ينطق
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه * لله أرحام هناك تشقق!
أمحمد! ولإنت ضنء نجيبة * في قومها، والفحل فحل معرق
لو كنت قابل فدية، فلنأتيـ * ن بأعز ما يغلو لديك وينفق
ما كان ضرك لو مننت وربما * منَّ الفتى، وهو المغيظ المحنق
والنضر أقرب من أصبت وسيلةً * وأحقهم، إن كان عتق يعتق

فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم شعرها رق لها، وقال: لو سمعت شعرها قبل قتله لوهبته لها. انتهى.
ومن الثابت عن النبي صلى الله عليه وآله أنه كان أكره الناس للقتل، وأنه لم يقتل أحداً إلا عند اللزوم والضرورة .. وحسبك أن جميع القتلى في جميع حروبه صلى الله عليه وآله ومن أقام عليهم الحد الشرعي لا يبلغون سبع مئة شخص، وبذلك كانت حركته العظيمة صلى الله عليه وآله أعظم حركة في نتائجها، وأقل حركة في كلفتها!
لهذا لا يبعد أن يكون قتله للنضر تم بأمر الله تعالى، لأنه جرثومة شرٍ وفساد! وكذلك صديق النضر وشريكه في الشر، عقبة بن معيط الأموي، وكان صاحب خمارة ومبغى في مكة، وكان معروفاً بإلحاده.
وإذا صح ما قاله صلى الله عليه وآله لبنت النضر الشاعرة، فلا ينافي أن قتله لأبيها كان بأمر الله تعالى، لأن معناها أنه صلى الله عليه وآله لو سمع هذا الشعر منها وما فيه من قيم واستعطاف، قبل أن يقتله، لطلب من ربه عز وجل أن يأذن له بأن يهب هذا الفرعون لابنته، ويكفي المسلمين شره، كما أمكنهم منه فأسروه.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير