تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الاسلام 2: 56، تلخيص ابن مكتوم: 243، الجواهر المضية 2: 160، العقد الثمين 7: 137، طبقات المعتزلة: 20، طبقات ابن قاضي شهبة 2: 241، النجوم الزاهرة 5: 274، تاج التراجم: 71، طبقات الفقهاء لطاش كبرى: 94 و95، مفتاح السعادة 2: 97، أزهار الرياض 3: 282، الفوائد البهية: 209، كنوز الاجداد: 291، تاريخ بروكلمان 5: 215.

(2) إنباه الرواة 3: 266.

(3) إنباه الرواة 3: 271.

(198)

زمخشر، سمعت أبي قال: اجتاز بزمخشر أعرابي فسأل عن اسمها واسم كبيرها، فقيل له: زمخشر والرداد، فقال: لا خير في شر ورد، ولم يلمم بها» (4).

وزمخشر ـ بفتح أوله وثانيه، ثم خاء معجمة ساكنة، وشين معجمة، وراء مهملة ـ: قرية جامعة من نواحي خوارزم (5)، وقال القفطي: سمعت بعض التجار يقول: إنها دخلت في جملة المدينة، وإن العمارة لما كثرت وصلت إليها وشملتها، فصارت من جملة محالها (6).

وقال فيها الشريف أبوالحسن علي بن عيسى بن حمزة الحسني المكي عند مدح الزمخشري:

تبوأها دارا فداء زمخشرا * جميع قرى الدنيا سوى القرية التى

إذا عد في أسد الشرى زمخ الشرى (7) * وأحر بأن تزهى زمخشر بامرئ

وبعد نشوئه تنقل الزمخشري في بلدته يجوب الاقطار طلبا للعلم وسعيا وراء المعرفة، فطاف الآفاق وتنقل ما بين بغداد ونيسابور، ثم أقام بمكة المكرمة، ولذلك لقب نفسه جار الله لمجاورته البيت العتيق، وكان أين ما حل وارتحل محل احترام وتقدير.

مكانته العلمية:

يعتبر الزمخشري شخصية بارزة في عالم الفصاحة والبلاغة والادب والنحو، نتلمس ذلك جليا في مصنفاته وآثاره من جهة، ومن إطراء وتبجيل كل من ترجم له من جهة اخرى.

يقول القفطي: وذكره صاحب الوشاح ـ ذكره بألقاب وسجع له على عادته ـ فقال: «استاذ الدنيا، فخر خوارزم، جار الله العلامة أبوالقاسم محمود


(4، 5) معجم البلدان 3: 147.
(6) إنباه الرواة 3: 265.
(7) إنباه الرواة 3: 268.

(199)

الزمخشري، من أكابر الامة، وقد ألقت العلوم إليه أطراف الازمة، واتفقت على إطرائه الالسنة، وتشرفت بمكانه وزمانه الامكنه والازمنة، ولم يتمكن في دهره واحد من جلاء رذائل النظم والنثر، وصقال صوارم الادب والشعر، إلا بالاهتداء بنجم فضله، والاقتداح بزند عقله، ومن طار بقوادم الانصاف وخوافيه، علم أن جواهر الكلام في زماننا هذا من نثار فيه، وقد ساعده التوفيق والاقبال، وساعفه من الزمان الماضي والحال، حتى اختار لمقامه أشرف الاماكن، وجمع بجوار بيت الله الحرام بين الفضائل والمحاسن، وودع أفراس الامور الدنياوية ورواحلها، وعاين من بحار الخيرات والبركات سواحلها، وقد صغر في عيون أفاضل عهده ما رأوه ورووه، وملك في قلوب البلغاء جميع ما رعوه ووعوه، وإن كان عدد أبياته التي ذكرتها قليلا فكماله صار عليها دليلا» (8).
ولما قدم الزمخشري إلى بغداد قاصدا الحج زاره الشريف أبوالسعادات هبة الله بن الشجري مهنئا له بقدومه، فلما جلس إليه أنشده متمثلا:
كانت مسألة الركبان تخبرني * عن أحمد بن دواد أطيب الخبر
حتى التقينا فلا والله ما سمعت * أذني بأحسن مما قد رأى بصري
وأنشد أيضا:
فلما التقينا صغر الخَبَرَ الخُبْرُ (9) * وأستكبر الاخبار قبل لقائه
وكان الزمخشري ممن يضرب به المثل في علم الادب والنحو واللغة (10)، وما دخل بلدا إلا واجتمعوا عليه وتلمذوا له، واستفادوا منه، وكان علامة الادب، ونسابة العرب، تضرب إليه أكباد الابل، وتحط بفنائه رحال الرجال، وتحدى باسمه مطايا الآمال (11).
وقال ياقوت: كان إماما في التفسير والنحو واللغة والادب، واسع العلم،

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير