تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1 ـ في نماذج المجاز القرآني نجد دلالة ذات أهمية مشتركة بيانية ونفسية في آن واحد، يعبر في هذه الدلالة عن علاقة اللغة بالفكر، والفكر بالعاطفة، والعاطفة بالنفس.

وفي هذا الخصوص كثيرا ما يفجؤك المجاز القرآني وقد تعدى حدود اللغة الى النفس، ومناخ الاتساع الى الخيال، فهو طالما تجده يسند الاحساس الى الجماد، فيصفه بالفاعلية، لتتوجه النفس اليه وينحصر الحدث به وكأنه فاعله، ويريك الحركة وهي دائبة في العوالم الصماء، فكأنها ناطقة تتكلم، فيصك بذلك أسماعا غير واعية، وآذانا غير صاغية ويضفي ملامح القوة على ما لا قوة فيه، وكأنه رائد متمكن. وليس هذا وذاك إلا من مظاهر الخصائص النفسية في الاسلوب الذي يحرك الضمائر حينا ويهز المشاعر حينا آخر، ويبعث الخواطر سواهما، ولعله يريد بذلك أن يفجر روافد جديدة ذات إطار تجريبي في محاكاة غير المحسوس للمحسوس، ومماثلة الإدراك في غير المدرك كما هو في المدركات، لأن في ذلك انتقالا في الصورة الى داخل النفوس وواقع الخبايا في النفس المعتبرة بما تضفيه المجازات القرآنية من أبعاد جديدة، ولعل خير مايمثل هذا الاتجاه الحيوي التأمل في كل من قوله تعالى:

أ ـ (وضرب الله مثلا قرية كانت ءامنة مّطمئنّة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان. . .) (1).


(1) النحل: 112.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير