تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

«إعلم ان ما ذكرناه في المجاز الإسنادي العقلي، هو ما قرره: الشيخ النحرير عبد القاهر الجرجاني، واستخرجه بفكرته الصافية، وتابعه على ذلك الجهابذة من أهل هذه الصناعة، كالزمخشري وابن الخطيب الرازي وغيرهما» (2).

وهذا التنبيه من صاحب الطراز في موقعه لأن من جاء بعد عبد القاهر قد استند اليه، ولم يزد عليه، بل بقي متأرجحا فيه بين عدة مداليل، وقد يلجأ الى التطبيق عليه دون النظر في المفهوم، ولنأخذ بذلك نموذجين:

الأول في التعريف: فقد ذهب السكاكي أن المجاز العقلي هو:

«الكلام المفاد به خلاف ما عند المتكلم من الحكم لضرب من التأويل، إفادة للخلاف لا بواسطة وضع، كقولك: انبت الربيع البقل، وشفى الطبيب المريض، وكسا الخليفة الكعبة، وهزم الأمير الجند، وبنى الوزير القصر» (3).

فالسكاكي هنا في مجال التعريف والتمثيل معا، لم يزد شيئا على ما حققه عبد القاهر في التعريف حينما قال عن المجاز العقلي:

«وحدّه أن كل كلمة أخرجت الحكم المفاد بها عن موضوعه من العقل لضرب من التأويل فهو مجاز» (4).


(1) ظ: عبد القاهر، دلائل الاعجاز: 227، أسرار البلاغة: 338.
(2) العلوي، الطراز: 3/ 257.
(3) السكاكي، مفتاح العلوم: 208.
(4) عبد القاهر الجرجاني، أسرار البلاغة: 356.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير