تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال ابن كثير: فهذه الاثار الصحيحة و ما شاكلها عن ائمة السلف , محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسيربما لا علم لهم فيه فاما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة و شرعا فلا حرج عليه , و لهذا روي عن هؤلا و غيرهم اقوال في التفسير, و لا منافاة , لانهم تكلموا فيما علموه و سكتوا عما جهلوه و هذا هو الواجب على كل واحد, فانه كما يجب السكوت عما لا علم به , فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه , لقوله تعالى: (لتبيننه للناس و لا تكتمونه).

و بعين ذلك ذكر ابن تيمية في مقدمته.

و قال ابن جرير الطبري: ان معنى ((احجام)) من احجم عن القيل في تاويل القرآن وتفسيره من علماء السلف , انما كان احجامه عنه حذرا ان لا يبلغ ادا ما كلف من اصابة صواب القول فيه , لاعلى ان تاويل ذلك محجوب عن علماء الامة , غير موجود بين اظهرهم.

ان من تحرج من القول في معاني القرآن من السلف , كانوا هم القلة القليلة من الاصحاب و التابعين , اما الاكثرية الساحقة من علماء الامة ومنهاالصحابة فقد عنوا بتفسير القرآن و تاويله عناية بالغة , كانت الوفرة الوفيرة من رصيدنا اليوم في التفسير.

قال ابن عطية: و كان جلة من السلف كثير عددهم يفسرونه , و هم ابقى على المسلمين في ذلك.

فاما صدر المفسرين و المؤيد فيهم فعلي بن ابي طالب: r, و يتلوه عبد اللّه ابن عباس , و هو تجرد للامر وكمله , و تبعه العلما عليه , كمجاهد, و سعيد بن جبير, و غيرهما و المحفوظ عنه في ذلك اكثر من المحفوظ عن على بن ابي طالب.

و قال ابن عباس: ما اخذت من تفسير القرآن فعن على بن ابي طالب.

و كان على بن ابي طالب: r يثني على تفسير ابن عباس , و يحض على الاخذ عنه و كان عبد اللّه بن مسعود يقول: نعم ترجمان القرآن عبد اللّه بن عباس.

و هو الذي قال فيه رسول اللّه:=: "اللهم فقهه في الدين ", و حسبك بهذه الدعوة و قال عنه على بن ابي طالب: r : " ابن عباس كأنما ينظر الى الغيب من ستر رقيق ".

و يتلوه عبد اللّه بن مسعود, و ابى بن كعب , و زيد بن ثابت , و عبد اللّه بن عمرو بن العاص.

قال: و كل ما اخذ عن الصحابة فحسن متقدم.

وهذا ما اقول فيه ايضًا ,والا ما الفائدة من تعلم اللغة واقسامها والكتاب والسنة وانواعها, وكما ذكر أخي ابو البركات الانباري قول الله عزوجل:"الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) "

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير