تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فكلمة (ربّ) فيها إشارة إلى المرحلة الأولى من مراحل حياة الإنسان: مرحلة الطفولة التي يحتاج فيها الإنسان الطفل إلى مربّ رحيم ودود .. والتي يكون فيها الوالدين مجرّد واسطة لتربية الطفل ..

وكلمة (ملك) فيها إشارة إلى المرحلة الثانية من مراحل حياة الإنسان: مرحلة الشباب التي يحتاج فيها الناس إلى حاكم وملك يحفظ حقوقهم ويقضي بينهم بالحق .. والله تعالى هو الحاكم الحقيقي والملك الحقيقي ..

وكلمة (إله) فيها إشارة إلى المرحلة الثالثة من مراحل حياة الإنسان: مرحلة الكهولة التي يتطلّع فيها الإنسان إلى الكائن الأعظم متجهاً لينقذه من آلامه، والله تعالى هو وحده الإله الحق الذي ينبغي التوجّه إليه ..

فكأن المؤمن - بعد هذا - حين يتلو هذه السورة يستعيذ بالله جلّ جلاله قائلاً:

اللهم يا من ترحم الطفل الضعيف الذي لا يعرفك، يا رب الجنين الذي ترحمه وهو في بطن أمه دون دعاء منه ولا طلب، وتحفظه بفضل إحسانك وكرمك من شتى الأخطار، احفظني من وساوس الشيطان ..

اللهم يا ملك الأمم جميعها، يا أحكم الحاكمين، يا من تحفظ الأمم من أهواء الشبان وتقمع شهواتهم ونزواتهم وعدوانهم، أسألك أن تقمع وساوس الشيطان من قلبي، وأن تقمع عدوانه عليّ، وأن تقمع من قلبي أهوائي ونزواتي التي يستغلّها الشيطان لإضلالي وإيقاعي في معصيتك ..

اللهم إنك تحسن إلى الطفل الذي لا يعرفك ولا يدعوك، فكيف لا تحسن إلى من اتخذك إلهاً، واتجه إليك خاشعاً متضرّعاً يسألك أن تحفظه من أعظم شرّ، وهو وسوسة الشيطان التي أخرجت أبانا آدم من الجنة الأولى، والتي نحن معرضون - إن لم ترحمنا - إلى أن نُحرم بها من جنة الآخرة التي لا ينتهي نعيمها، وإلى أن نقع بتأثيرها في عذاب جهنم التي لا ينتهي شقاؤها ..

والله أعلم ..

الأخ لؤي الطيبي، مع الإحترام، فلقد حمَّلتَ النص القرآني ما لا يحتمل، وارى أخي أن طرحك بحاجة إلى مراجعة وتبصر، ولنقم بذلك معا.

قلت:

أن كلمة (رب) تختص بمرحلة الطفولة.

وكلمة (ملك) تختص بمرحلة الشباب.

وكلمة (اله) تختص بمرحلة الشيخوخة.

أولاً لا دليل من عيون اللغة، على ما أوردت، ولا يوافق الإستدلال اللغوي.

ثانياً: صُدرت السورة، بفعل أمر، وهو (قُل) والأمر واتلنهي لا يكون إلا للعاقل المكلف،، ولا يكون للطفل. فلا وجه علاقة بين مرحلة الطفولة والتكليف، ولا بوجه من الوجوه.

ثالثاً: قلت أن الشاب يحتاج حاكما يرعى أمره ويعطيه حقوقه، ألا يحتاج ذلك الطفل والشيخ من باب أولى.

رابعاً: أليس الشاب بحاجة للإستعاذة أكثر من الشيخ الفاني.

خامساً: الرب هو الخالق هنا وليس المربي , وبطريق الموافقة الجدلية على مضمون رأيك. أيتأتى ذلك بمعنى أن يربي الله الطفل الصغير.

وأكتفي بهذا التوضيح لك.

الأخ جمال الشرباتي، ما كان عليك أن تمدح أخاك على الإيغال في الخطأ، بل كان عليك أن تسلك به طريق النصح والسداد , وقد قرات لك الكثير، فمثلك لا يخفى عليه الخطأ.

وأرجو ان تكونوا من الذين قال الله فيهم (اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه).

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 06:27 م]ـ

الأخ الدكتور الأنباري

دعنا نترك الأخ لؤي ليدافع عن كلامه

أمّا أنا فأرغب في متابعة التأمل فأقول في ---

قوله تعالى *مِن شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ *

ما الوسواس؟

وما الخنّاس؟

الوسواس إسم بمعنى الوسوسة وهي الصوت الخفي غير المسموع ومصدرها وسواس بالكسر--- وليس المراد به الشيطان وحده

جاء في لسان العرب (قال: والزِّلْزال، بالكسر، المصدر، والزَّلزال، بالفتح، الاسم، وكذلك الوِسواس المصدر، والوَسْواس الاسم)

فأنت ترى تفريقهم بين المصدر والإسم---

قال الخليل بن أحمد في العين (وسوس:

الوسوسة: حديث النّفس. والوسواس: الصوت الخفي من ريحٍ تهزّ قصباً ونحوه، وبه يُشَبّه صوتُ الحلي، قال الأَعْشَى: تسمعُ للحَلْيِ وَسواساً إذا انصرفت كما استعان بريحٍ عِشْرِقٌ زَجِلُ

وتقول: وسوس إليّ، ووسوس في صدري، وفلان موسوس، أي: غلبت عليه الوسوسة.

والوَسواس: اسم الشّيطان، في قوله تعالى: "من شرّ الوَسواس".

والوَسْواسُ في بيت ذي الرُّمّة: فباتَ يُشْئِزُهُ ثأدٌ ويُسهِرُهُ تذاؤب الرِّيح والوَسواس والهَضَبُ:

همسُ الصّائدِ وكلامه.)

فلم لم يقل " الموسوس" أي الذي يمارس الوسوسة وقال "الوسواس"؟

قيل لأن الوسوسة شغلته فكأنّه صار هو والوسوسة شيئا واحدا

أمّا الخنّاس فهو الذي يخنس---أي الذي يسكت و يختفي ويتوارى حين المواجهة ولا يأتيك إلّا عن غفلة منك مثل الشيطان

قال الطبري ({الْخَنَّاس} الَّذِي يَخْنِس مَرَّة وَيُوَسْوِس أُخْرَى , وَإِنَّمَا يَخْنِس فِيمَا ذُكِرَ عِنْد ذِكْر الْعَبْد رَبّه.)

أمّا ما هو جديد في كلامي فإن الوسواس الخنّاس ليس هو الشيطان وحده أي ليس إبليس وحده ---إنّما هو أحدهم--لذلك أل التعريف هنا للجنس لا للعهد

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير