تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال رائدهم أرسوا نزولها فكل حتف امرئٍ يجري بمقدار

فجملة (أرسوا) إنشائية وجملة (نزولها) خبرية

2 - الصورة الثانية: وهي اتفاق الجملتين خبراً او إنشاء , ولكن دون أن يكون بينهما جامع ,وهذا النوع يكثر في غير القرآن

منه قول الشاعر:

إنما المرء بأصغريهِ كل امرئٍ رهنٌ بما لديه

فالجملتان خبريتان.

ومنه قولك: احترس من عدوك , كل مما يليك. فالجملتان إنشائيتان.

الرابع: شبه كمال الانقطاع

وهو أن يكون بين الجملتين شبه كمال انقطاع , وذلك أن تكون هناك جملة مسبوقة بجملتين ,يجوز عطفها على الأولى منهما ,ولايجوز عطفها على الثانية

فتترك العطف؛ حتى لايتوهم عطفها علىالجملةالقريبة منها

ومنه قولك: أتحسب أنني انسى وطني؟! أؤكد أنك مخطئ ,فإن جملة أؤكد يمكن أن تعطف على الأولى ,فتصير: أتحسب أنني أنسى وطني وأؤكد انك مخطئ , ولكن الذي لايجوز عطفها علىالجملة الثانية لأن المعني سيكون

:أتحسب أنني أنسى وأؤكد فيكون التأكيد داخلا ضمن الحسبان وهذا غير صحيح

تعقيب: هذا النوع لم أدرسه ,وقد رده بعض البلاغيين.

الخامس: التوسط بين الكمالين

وهوأن يكون الوصل مخلا بالمعنى, ومنه قوله تعالى: (وإذا خلو ألى شياطينهم

قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون الله يستهزئ بهم).

فإنه لو عطف جملة (الله يستهزئ بهم) لكان هذا قول المنافقين ويصير المعنى

إن المنافقين إذاخلو إلى شياطينهم قالوا: إنا معكم إنما نحن مستهزءون وقالوا:

إن الله يستهزئ بالمؤمنين كذلك ,لذلك وجب الفصل هنا.

وبذلك نكون قد انتهينا من الفصل. ونشرع الآن بالوصل

مواضع الفصل اثنان:

1 - اتفاق الجملتين خبراً وإنشاء.

ومنه قوله تعالى: (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم)

هنا جملتان خبريتان, ونلحظ حرف الواو بين الجملتين. فهنا وصل , ولاابد في الوصل من الجامع والجامع هنا هو (التضاد) نرى التضاد بين الابرار والفجار

ونعيم وجحيم ,فالجامع هنا التضاد

زمنه قوله تعالى: (وكلوا وشربوا ولاتسرفوا)

الجمل هنا إنشائية ,والواو تدل على الوصل , والجامع (اتحاد المسند إليه)

لان الجمل الثلاث المسند إليه واحد وهو (واو الجماعه) فالمخاطب واحد.

2 - كون الفصل مخلا بالمعنى:

ومنه إذا سألك سائل: هل خرج صاحبك من المستشفى؟ ويسألك صاحبك: هل تريدمني شيئا؟

فتقول للأول: لا, وعافاه الله. وتقول للثاني: لا, وبارك الله فيك , فقولك (لا)

جملة خبريه لأن التقدير: لاأريد شيئا ,ولم يخرج من المستشفى ووقولك: عافاك الله , وبارك الله فيك جملتان إنشائيتان لان المقصود بهما الدعاء ,وقد علمنا أنه إذا اختلفت الجملتان وجب الفصل ,لكنك لو قلت: لا, عافاه الله. لا, بارك الله فيك

لأوهم الدعاء أنه دعاء عليه , وأنت لم تقصد ذالك, ونفيا لهذا الوجه جيء بالواو

فتقول: لا, وعافاه الله. لا, وبارك الله فيك.

وهكذا نكون قد انتهينا من الوصل , وأرجو أن يكون ماقلته واضحا مفيدا

وأرجو المعذرة ياأخواني على مافيه من ملحوظات من ترك لعلامات الترفيم وغيرها (فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه)

والحمد الله أولا وآخرا

أخوكم: الخنفشاري

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير