4) أشار بهاتين العبادتين إلى نوعي العبادات، أعني الأعمال البدنية التي الصلاة قوامه، والمالية التي نحر الإبل سنامها للتنبيه على ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الاختصاص في الصلاة التي جُعلت فيها قرة عينه ونحر الإبل التي همته فيه قوية
5) حذف اللام الأُخرى لدلالة الأولى عليها.
6) مراعاة حق السجع الذي هو من جملة صنعة البديع إذا ساقه قائله مساقا مطبوعا ولم يكن متكلفا.
7) قوله: لربك. فيه حُسنان؛ وروده على طريق الالتفات التي هي امٌ من الأُمهات. وصرف الكلام عن لفظ المضمر إلى لفظ المُظهر، وفيه إظهار لكبرياء شأنه وإثباته لعز سلطانه، ومنه أخذ الخلفاء فمثلا يقولون: (يأمرك أمير المؤمنين بكذا _ وعن عمر رضي الله عنه حين خطب الأزدية إلى أهلها فقال: إليكم سيد قريش مروان بن الحكم).
8) علَّم بهذا أن من حقوق الله تبارك وتعالى التي تعبد العباد بها أنه ربهم ومالكهم وعرّض بترك التماس العطاء من عبد مربوب ترك عبادة ربه.
*******************************************
أما الخمسة في قوله: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3):
1) أنه علل الأمر بالإقبال على شأنه وترك الاحتفال بشانيه (بشانئه) على سبيل الإستئناف الذي هو حسنٌ حُسنُ الموقع، وقد كثرت في التنزيل مواقعه.
2) ويتجه أن نجعلها جملة الإعتراض مرسلة إرسال الحكمة الخاتمة الأغراض؛ كقوله تعالى: (إن خير من استأجرت القوي الأمين) وعنى بالشانئ العاص بن وائل.
3) إنما لم يسمه باسمه ليتناول كل من كان في حاله.
4) صدّر الجملة بحرف التوكيد الجاري مجرى القسم، وعبر عنه بالاسم الذي فيه دلالة على أنه لم يتوجه بقلبه إلى الصدق ولم يقصد بلسانه الإفصاح عن الحق بل نطق بالشنآن الذي هو قرين البغي والحسد وعين البغضاء والحرد، ولذلك وسمه بما ينبئ عن الحقد.
5) جعل الخبر معرفة وهو الأبتر والشانئ حتى كأنه الجمهور الذي يقال له الصنبور.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 01:30 ص]ـ
لفتات ماتعة باهرة ..
بارك الله فيك أخي موسى .. وجعلها في ميزان حسناتك ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 09:23 ص]ـ
بارك الله بك يا موسى
---
وعندي ملاحظة قد تكون سهوت عنها وهي في قوله تعالى
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)
ففي " إنّا" توكيد للعطاء لا يكون فيما لو قال الباري "أعطيناك الكوثر" بدون " إنّا"
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 11:08 ص]ـ
بارك الله بك يا موسى
---
وعندي ملاحظة قد تكون سهوت عنها وهي في قوله تعالى
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)
ففي " إنّا" توكيد للعطاء لا يكون فيما لو قال الباري "أعطيناك الكوثر" بدون " إنّا"
وفيك أخي،
صحيح أخي ما أوردت
وكلامك جميل يا جمال.
وهذا ما لم أُفصل به في الفائدة الرابعة في هذه الآية الأولى.
ودمتم للحق عنوانا:)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 11:10 ص]ـ
لفتات ماتعة باهرة ..
بارك الله فيك أخي موسى .. وجعلها في ميزان حسناتك ..
أخي لؤي
أنا مهما سموت فأنت أستاذي
لك مني أعطر الأماني.
ملحوظة، أرجو ان تزودنا بما كتبت أنت حول سورة الكوثر:)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 06:59 م]ـ
ملحوظة، أرجو ان تزودنا بما كتبت أنت حول سورة الكوثر:)
أخي الحبيب ..
حين يكتمل البحث .. إن شاء الله تعالى ..
وها أنت قد فتحت لي آفاقاً جديدة ..
فبارك الله بك ..
ـ[سليم]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 08:43 م]ـ
السلام عليكم
حيّاكم الله وبارك فيكم على هذا العطاء والحضور ايها العمالقة في هذا المنتدى ... وجزاكم الله كل االخير.
موسى الذي افادنا بفوائد اقصر السور, ولؤي الطيبي مشرفنا الغالي بعبراته الرقيقة, وجمال الشرباتي بلمساته الجمالية.
وننتظر منكم المزيد:)
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[30 - 03 - 2006, 12:56 م]ـ
وماذا بعد أين أنتم.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[30 - 03 - 2006, 11:54 م]ـ
نرحّب بك أخانا أبا حلمي في الفصيح ..
فأهلاً ومرحباً ..
أما عن الإخوة .. فلكل عذره وأشغاله ..
ولا تحرمنا مما منّ الله به عليك من علم نافع ..
وبالانتظار
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 09:11 ص]ـ
ترددت هل أكتبها على الفصيح أم عبر الرسائل الخاصة، أخي لؤي الطيبي، الطيبة ذلك البلد الطيب، أيها المُشرف الشريف المشَرّف والله إنه لشرف لنا تشريفك وإشرافك، لكن حق القول وليس تواضع -أقصد عن شخصي - صدقني لا أجيد ولا أتقن غير ذلك المدح - ولا علم عندي - ولا أستطيع أن أفرّق بين (أ وكوز الذُرة وليس الذّره) ومع وضع (ّ) في الثانية و (ُ) الأولى لا يظر حرف (ذ) كما يجب، فالكل عذره وأشغاله .. هنا الإيجاز والبلاغة، وليس المط، الشط، ومن الحبة قبة، سامحني يا أبو غازي فاقلّت المغازي غزت عقلي وقلبي، وفاتني أن أسئل عن قدم السير نحو الكتاب ويد القلم نحو الكتابة، ودعائي لك بمزيد من التقدم مع تكرار طلب السماح ولك أن تضحك على البساطة ...
¥