تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل يوجد حديث بهذا المعنى؟]

ـ[الشيشاني]ــــــــ[23 - 10 - 07, 02:35 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله!

إخواني الأفاضل، هل يوجد حديث، فيه أنه سيأتي قوم يكون فضل - أو إيمان - رجل واحد منهم كفضل - أو إيمان - أربعين صحابيا؟

بعض الناس يتناقل كلاما بهذا المعنى فيه تفصيلات عن القوم.

فهل ورد مثل هذا في السنة؟

جزاكم الله خيرا.

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 10 - 07, 02:45 م]ـ

جاء هذا بسياقات متقاربة عن ثمانية من الصحابة، هم أبو ثعلبة الخشني وعبد الله بن مسعود وأبو أمامة وعتبة بن غزوان وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر ومعاذ بن جبل، ومحل الشاهد الذي ذكره السائل هو قدر مشترك بين هذه السياقات، ولفظه من حديث أبي ثعلبة عند الترمذي (3058) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (َإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَزَادَنِي غَيْرُ عُتْبَةَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟! قَالَ بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ)

ولا يسلم منها طريق من مطعن، إلا أن بعض أهل العلم ذهب إلى تحسين الحديث لكثرة طرقه وشواهده، فقد قال الترمذي في حديث أبي ثعلبة هذا: حديث حسن غريب. وصححه أيضا بمجموع طرقه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (494)

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 10 - 07, 02:49 م]ـ

وهذا لا يتعارض مع حديث " خير الناس قرني .... "

ذهب العلماء في الجمع بين الحديثين إلى أقوال كلها صحيحة، وبه يعرف أنه لا تعارض بين نصوص الوحي لأن كلها من عند الله.

أ. قال الحافظ ابن حجر:

حديث " للعامل منهم أجر خمسين منكم ": لا يدل على أفضلية غير الصحابة على الصحابة لأن مجرد زيادة الأجر لا يستلزم ثبوت الأفضلية.

وأيضاً: فالأجر إنما يقع تفاضله بالنسبة إلى ما يماثله في ذلك العمل، فأما ما فاز به مَن شاهد النبي صلى الله عليه وسلم مِن زيادة فضيلة المشاهدة فلا يعدله فيها أحد.

فبهذه الطريق يمكن تأويل الأحاديث المتقدمة.

" فتح الباري " (7/ 7)

ب. وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام:

ليس هذا على إطلاقه بل هو مبني على قاعدتين:

إحداهما: أن الأعمال تشرف بثمراتها.

والثانية: أن الغريب في آخر الإسلام كالغريب في أوله وبالعكس لقوله عليه السلام " بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء من أمتي " يريد المنفردين عن أهل زمانهم.

إذا تقرر ذلك فنقول:

الإنفاق في أول الإسلام أفضل لقوله عليه السلام لخالد بن الوليد رضي الله عنه " لو أنفق أحدكم مثل أحُدٍ ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " أي: مدَّ الحنطة، والسبب فيه: أن تلك النفقة أثمرت في فتح الإسلام وإعلاء كلمة الله ما لا يثمر غيرها، وكذلك الجهاد بالنفوس لا يصل المتأخرون فيه إلى فضل المتقدمين لقلة عدد المتقدمين وقلة أنصارهم، فكان جهادهم أفضل، ولأن بذل النفس مع النصرة ورجاء الحياة ليس كبذلها مع عدمها ولذلك قال عليه السلام " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " جعله أفضل الجهاد ليأسه من حياته.

وأما النهي عن المنكر بين ظهور المسلمين، وإظهار شعائر الإسلام: فإن ذلك شاق على المتأخرين لعدم المُعين، وكثرة المنكر فيهم كالمنكر على السلطان الجائر، ولذلك قال عليه السلام " يكون القابض كالقابض على الجمر " لا يستطيع دوام ذلك لمزيد المشقة؛ فكذلك المتأخر في حفظ دينه.

وأما المتقدمون فليسوا كذلك لكثرة المعين وعدم المنكر فعلى هذا ينزل الحديث. انتهى.

انظر " عون المعبود " (11/ 333)

ج. وقال شيخ الإسلام رحمه الله:

وقد يكون لهم - أي: للمتأخرين - من الحسنات ما يكون للعامل منهم - أي: من الصحابة - أجر خمسين رجلاً يعملها في ذلك الزمان؛ لأنهم كانوا يجدون من يعينهم على ذلك، وهؤلاء المتأخرون لم يجدوا مَن يعينهم على ذلك لكن تضعيف الأجر لهم في أمور لم يضعف للصحابة لا يلزم أن يكونوا أفضل من الصحابة ولا يكون فاضلهم كفاضل الصحابة فإن الذي سبق إليه الصحابة من الإيمان والجهاد ومعاداة أهل الأرض في موالاة الرسول وتصديقه وطاعته فيما يخبر به ويوجبه قبل أن تنتشر دعوته وتظهر كلمته وتكثر أعوانه وأنصاره وتنتشر دلائل نبوته بل مع قلة المؤمنين وكثرة الكافرين والمنافقين وإنفاق المؤمنين أموالهم في سبيل الله ابتغاء وجهه في مثل تلك الحال أمر ما بقي يحصل مثله لأحد كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه ".

" مجموع الفتاوى " (13/ 65، 66)

وقال:

ومع هذا فما للمتأخرين كرامة إلا وللسلف من نوعها ما هو أكمل منها.

وأما قوله " لهم أجر خمسين منكم لأنكم تجدون على الخير أعواناً ولا يجدون على الخير أعوانا ": فهذا صحيح إذا عمل الواحد من المتأخرين مثل عملٍ عَمِلَه بعضُ المتقدمين كان له أجر خمسين لكن لا يتصور أن بعض المتأخرين يعمل مثل عمل بعض أكابر السابقين كأبي بكر وعمر فإنه ما بقي يبعث نبيٌّ مثل محمدٍ يُعمل معه مثلما عَملوا مع محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.

وأما قوله " أمتي كالغيث لا يدرى أوله خير أم آخره " - مع أن فيه ليناً - فمعناه: في المتأخرين مَن يشبه المتقدمين ويقاربهم حتى يبقى لقوة المشابهة والمقارنة لا يدري الذي ينظر إليه أهذا خير أم هذا، وإن كان أحدهما في نفس الأمر خيراً.

فهذا فيه بشرى للمتأخرين بأن فيهم من يقارب السابقين كما جاء في الحديث الآخر " خير أمتي أولها وآخرها وبين ذلك ثبج أو عوج، وددت أنى رأيت إخواني، قالوا: أوَلَسْنا إخوانك؟ قال: أنتم أصحابي ": هو تفضيل للصحابة فإن لهم خصوصية الصحبة التي هي أكمل من مجرد الأُخُوَّة.

" مجموع الفتاوى " (11/ 370، 371).

http://www.islam-qa.com/index.php?ref=3374&ln=ara

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير